الأقصرـ سامح عبدالفتاح
نظمت إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الأقصر، بالتعاون مع مركز زوار الكرنك، الثلاثاء، محاضرة علمية، للعالم الأثري الدكتور عبد الستار بدري مدير عام المركز المصري الفرنسي بالكرنك، وذلك بعنوان "نهاية عصر الأسرة الثامنة عشرة".
وتناولت المحاضرة الحديث عن خلفاء الملك أمنحتب الرابع "إخناتون"، والتغيرات السياسية والدينية والاقتصادية وتأثرها بعد الثورة الدينية وأسماء وألقاب الملوك سمنخ كا رع، وتوت عنخ آمون، وآي، وحور محب، وأهم آثارهم ومجهوداتهم داخل الكرنك.
وأشار الدكتور عبد الستار بدري، خلال المحاضرة، إلى أن فترة الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة تعتبر من أزهى عصور مصر القديمة, وتعد العصر الذهبي للتاريخ السياسي والعسكري والديني للحضارة المصرية، لافتا إلى أنه في نهاية الأسرة الثامنة عشر, جلس علي العرش بعد وفاة الملك أمنحتب الرابع "إخناتون" أربعة ملوك وهم (سمنخ كا رع ـ توت عنخ آمون – آي- حور محب).
وأوضح بدري، أن الملك سمنخ كا رع، حكم ربما لمدة ثلاث سنوات ولم تعثر له على آثار في منطقة طيبة، ويحتمل أن يكون دفن في المقبرة رقم 55 بوادي الملوك، ثم تولى بعده الملك الشاب توت عنخ آمون، وقد حكم في عمر التسع سنوات وتوفي في التاسعة عشر ودفن بمقبرته رقم 62 بوادي الملوك والذي اكتسب شهرته الكبيرة منها حيث تم اكتشافها كاملة وقد أقام بعض المباني بمعبد الأقصر (رواق الأربعة عشر عمودا) وبعض المباني بمعبد الكرنك وأهمها معبده الذي أقامه بجوار البحيرة المقدسة والذي يسمي (حوت نب خبرو رع ام واست) أي معبد نب خبرو رع في طيبة، وكذلك قام بترميم كثير من الآثار التي دمرتها الثورة الآتونية.
وذكر بدري، أنه بعد وفاة الملك توت عنخ آمون، حكم بعده الأب الآلهي الملك آي والذي حكم فترة أربعة سنوات والذي أكمل بعض المباني التي أقامها توت عنخ آمون في الكرنك وهو الذي قام بشعائر الدفن للملك توت عنخ آمون كما هو موضح في مقبرة توت عنخ آمون وقد أقام له مقصورة في أخميم وهو من رجالات القصر ومن ألقابه الكاتب الملكي وحامل المروحة علي يمين الملك وربما كان أبو للملكة نفرتيتي وقد تم دفنه في مقبرته بالوادي الغربي لجبانة طيبة، ثم حكم بعد ذلك قائد الجيوش (حورمحب) في آواخر الأسرة الثامنة عشر واستطاع أن يعتلي العرش بعد وفاة الملك آي لعدم وجود الوريث الشرعي وبزواجه من الأميرة (موت نجمت) أخت الملكة نفرتيتي اكتسب شرعيته في أن يكون ملكا بعد وفاة آي.
وأضاف بدري، أن الملك حورمحب أقام له مقبرة في سقارة حينما كان قائداً للجيش ثم بعد أن أصبح ملكا اتخذ له مقبرة في وادي الملوك وقد أقام بعض المباني في الكرنك منها الصرح الثاني والتاسع وقد أكمل الصرح العاشر، موضحا أنه من عهد حور محب" لوحة الكرنك" والتي ورد بها الإجراءات التي اتخذها لحماية الفقير من الغني، والضعيف من القوي، والتي تسمي قوانين حورمحب، لافتا إلى أنه بموت حور محب أنتهت فترة الأسرة الثامنة عشر.