اختتم الأقصريون، الإثنين، احتفالهم بمولد شيخهم العارف بالله الشيخ سيدي أبو الحجاج الأقصري واحتفالاتهم عبارة عن عادات فرعونية وموروثات شعبية وفرعونية لم تتغير في مدينة الأقصر حتى الآن على الرغم من التطور والمدنية والاختلاط بالسياح الوافدين إليها من كل أنحاء العالم.

وصباح الإثنين، بدأ اجتماع الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في كرنفال لعزف سيمفونية مشتركة تعبر عن طبيعة شعب الأقصر الذي يعتز بتاريخه وحضارته، حيث يسهر الشباب طيلة أيام الاحتفال بالمولد ولا ينامون قبل الليلة الختامية ليواصلوا الليل بالنهار لاستكمال «دورة المولد» أو الكرنفال الذي يبرز فيه الطابع الفرعوني في مراكب الشمس مع التنورة ولعبة التحطيب والفرق الشعبية وخروج العائلات كإعلان عن المشاركة.

هنا وفي ذات المكان وقبل ثلاثة آلاف عام وبعد انتهاء موسم الحصاد وجني العنب في الشهر الثاني من فصل الفيضان، اعتاد الفراعنة على دق الموسيقى ورفع الأعلام والبيارق وانطلاق أصوات الأبواق مؤذنة ببدء مهرجان آمون، وتلبس مدينة الألف باب أثواب العرس ويتوافد الآلاف من كل مصر إلى طيبة ليشهدوا رحلة الإله آمون العظيم رب الأرباب من معبده الكبير في الكرنك إلى حريمه في معبد الأقصر، حيث يقضي الأحد عشر يومًا المخصصة لخروجه في عيد «أوبت الكبير» فيخرج الموكب المقدس من بهو أعمدة ساحات الكرنك الرحيبة يتصدره موكب مهيب رهيب، الكهنة بتراتيلهم المقدسة يحملون على المناكب ثلاثة زوارق تحمي تماثيل آمون وزوجته، «موت» وابنهم «خوفو»، ذلك الثالوث المقدس الذي سيطر على العقيدة المصرية القديمة منذ الأسرة الثانية عشر وامتد تأثيره في الفكر اللاهوتي لعقائد البطلمية والرومانية، وخلف الموكب تتهادى راقصات المعبد بملابسهن الحريرية الهفهافة ورقصاتهن التعبيرية على أصوات مغنيات آمون ثم يأتى موكب الأمراء والنبلاء.

وحديثًا تتواكب احتفالات مولد وموكب سيدي أبوالحجاج الأقصري مع إقامة ولائم الطعام لزوار المدينة من المدن والمحافظات المصرية، ومن الأكلات التي تشتهر بها الأقصر في أيام مولد سيدي أبي الحجاج فتة الفطير الذي يصنع من فطائر رقيقة تكسر التي قطع وتوضع في طبق كبير ويضاف إليها «السخينة» والتي تتكون بدورها من شوربة اللحوم وسمن وبصل مبشور و«المفروكة» التي تصنع من قطع صغيرة من العجائن التي تقطع وهي لينة ثم توضع في خليط من اللبن والسمن والسكر. و«الكباب» الذي يصنع من خليط القمح المجروش مع اللحم المفروم والبصل والثوم ثم يقطع بعد ذلك إلى كرات صغيرة توضع في ماء ساخن ثم تحمر في الزيت.