القاهرة ـ مصر اليوم
انطلقت الثلاثاء ، فعاليات الملتقى الدولي الأول للتراث الثقافي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع مركز دراسات التراث الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، تحت عنوان: "الأدب الشعبي والدراسات البينية - دورة نبيلة إبراهيم".
وقد حضر افتتاح الملتقى - الذي تستمر جلساته حتى بعد غدٍ الخميس-كوكبة من أبرز الأكاديميين والأدباء والنقاد والإعلاميين من مصر والعالم العربي.
وفِي كلمته وصف الدكتور خالد أبو الليل مدير مركز التراث الشعبي بكلية الآداب الاهتمام بالدراسات البينية بالخطوة الهامة لمستقبل جامعة القاهرة، التي تؤهلها لتكون إحدى جامعات الجيل الثالث، وأوضح أنه قد اتخذت بالفعل خطوات جادة من أجل الوصول إلى ذلك الهدف.
وأضاف أن الملتقى يدعو إلى انفتاح العلوم الإنسانية على بعضها البعض، ثم توجه بالتحية للدكتورة نبيلة إبراهيم، التي تستحق أن تحمل الدورة الأولى من هذا الملتقى الدولي اسمها؛ مشيرًا إلى أنها تُعد رائدة في ذلك المجال، ولذا وجد أن ذلك يعد أبسط ما يبذل لتكريمها، وعرفانا بدورها وجهدها الجم والمتميز.
ومن جانبه، تحدث الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حول أهمية الدراسات البينية؛ حيث أنها كما وصفها تتوائم مع إستراتيجية الجامعة، فهي أهم محاور جامعات الجيل الثالث، والتي تَهدُف إلى التركيز على العلوم البينية، توسيعًا للآفاق والمدارك، عكس ما يحدث في العلوم المتخصصة، التي تؤدى إلى انغلاق العقل، وقصر الرؤية.
وأضاف الخشت بأن هناك مادة أضيفت هذا العام لمواد كلية الهندسة، تدور حول التاريخ الهندسي، وفلسفته وتطوره، والمقصود من ذلك عدم الاكتفاء بالثوابت والتخصص دون الوصول للنظرة الأشمل والأعم، مؤكدا أنه ليس هناك حقائق ثابته في أي شيء، فما نراه من حقائق وثوابت اليوم ربما بعد حدوث ثورة علمية جديدة قد تنقلب الموازين رأسا علي عقب!
كما أشار إلى أهمية تأصيل الفكر النقدي في عقلية طلاب العلم، وهو الهدف من مادة "التفكير النقدي" المقررة بداية من هذا العام على طلاب جامعة القاهرة كافة، كما ستضاف مادة "ريادة الأعمال" بجانبها ابتداءً من العام القادم، كما وصف الخشت في نهاية كلمته، الأدب الشعبي بأنه هو المخزون النفسى للشعوب، الذي تتحدد من خلاله طرق التفكير؛ لذا فأهميته تفوق وتتجاوز كل ما ذكر عنه.
وفِي كلمته، اكد الدكتور سعيد المصري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، على أهمية الملتقى، موضحًا أن هذه الأهمية تتجلى في فكرة التركيز على الدراسات البينية، وصافًا إياها بدعوة التضافر لمختلف العلوم، التي بلا شك ستضيف وستدلى بدلوها فيما يخص التراث الشعبي، فهو أبدًا لن يكون حكرًا على دارسي الأدب وعلم الاجتماع؛ لأنه مجال غنى جدًا يحتاج إلى التأمل من زاويا متعددة. وأضاف المصري.
وقالت، إن سياسة وزارة الثقافة أخذت مسارًا مغايرًا، بمعنى أن المؤسسات الثقافية بفاعلياتها هي التي سوف تتوجه إلى المواطن، لمد جسور التعاون وتعزيزها، كما سيكون هناك تعاون بين الجامعات المصرية والعربية، وسيتم تركيز الاهتمام بأن تقام وتنظم المؤتمرات والملتقيات المشتركة، كما شدد المصر على أهمية تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك.
وأوضح أنه يعد أهم توصيات اجتماع وزراء الثقافة العرب الأخير، واستشهد في ختام كلمته بجائزة "النيل للمبدعين العرب" المستحدثة، والتي أُضيفت ومنحت بالفعل لأول مرة ضمن الدورة السابقة من جوائز الدولة.
ثم تحدث الدكتور أحمد الشربيني، عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، الذي أوضح أننا قد تجاوزنا مرحلة الموسوعات والتنوير ومراحل أخرى متعددة، ودخلنا عصر العلوم البينية، التي تمتاز بالتشابك والتنوع والنظر والاقتراب للعديد من الزوايا في الموضوع الواحد.
وتابع واصفًا كلية الآداب بأنها تمثل بالفعل هذا التواصل، فالموضوعات التي تُدرس في هذا العلم يتداخل فيها الفلكلور مع الفلسفة مع الأدب؛ فتُطبق بذلك كل معايير عصر البينية.
واختتم حفل الافتتاح بالتكريم، حيث منحت كلية الآداب درعها للدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، كما كُرم أيضًا كل من: الدكتور أحمد مرسى، الدكتور أحمد زايد، الدكتور جابر عصفور، الدكتورة غراء مهنا، الدكتور سميح شعلان، الدكتور محمد أحمد غنيم، كما أهدت دار "نهضة مصر" درعها لكل من: الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور جمال الشارلى وكيل كلية الآداب للدراسات العليا، والدكتور أحمد الشربينى عميد كلية الآداب، والدكتور خالد أبو الليل مدير مركز دراسات التراث الشعبي.