الأقصرـ سامح عبدالفتاح
نظم بيت الشعر في الأقصر، أمسية أدبية بعنوان "دور المجلات الثقافية في المشهد الشعري"، وذلك بحضور رؤساء تحرير ثلاثة من أهم المجلات الثقافية في مصر، وهم رئيس تحرير مجلة المجلة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الشاعر أسامة عفيفي، ورئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر سمير درويش، ورئيس تحرير مجلة الشعر الصادرة عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون الشاعر فارس خضر.
وبدأت فعاليات الأمسية، بتقديم الشاعر أشرف البولاقي، للضيوف مستعرضا سيرهم الذاتية، مؤكدا على دور المجلات الثقافية في صناعة المشهد الشعري والثقافي وتحديد خارطته وخلق رموزه وتغليب الذائقة الجمالية وإنماء الأشكال الأدبية، مما يوضح أنَّ لتلك الدوريات الثقافية أثر فاعل في الحركة الثقافية.
ثم تحدث الشاعر أسامة عفيفي حيث استعرض المراحل التي مرت بها مجلة المجلة منذ صدورها لأول مرة عام 1957 للاحتفال بنجاح مصر في رد العدوان الثلاثي الغاشم، ثم توقفها في عهد الرئيس الراحل السادات هي وعدد آخر من الدوريات الثقافية فيما عرف بمذبحة المجلات الثقافية (مذبحة المصابيح) ثم عودتها مرة أخرى ضمن الاحتفال بثورة يناير عام 2011 .
وتحدث الشاعر سمير درويش، عن توليه لمجلة الثقافة الجديدة، مؤكدا على مساحة الشفافية الواسعة والمصداقية التي تحرص عليها المجلة لتغطي أكبر مساحة من الإنتاج الإبداعي المطروح على الساحة حيث أنه على مدار العام الواحد لا يتكرر اسم شاعر أو قاص ضمن الشعراء أو القصاص الذين تنشر أعمالهم ضمن أعداد مجلة الثقافة الجديدة لتوسيع دائرة المشاركين من المبدعين.
كما أكد درويش، على أن الساحة الإبداعية بخير، وأن ما تحتاجه الساحة الإبداعية في مصر ليس النص الإبداعي إنما هو التعرض النقدي لذلك النص، مشيرا إلى أنه لا يوجد نقاد في مصر بما يعني أنه لا توجد حركة نقدية حقيقية في مصر، وأن أكثر ما ينشر هو مجرد قراءات انطباعية لنصوص إبداعية لا تمثل معالجة إبداعية واعية بإمكانها أن تعين الساحة الإبداعية وأن تسمو بها إلى ما نطمح فيه ونرجوه.
ثم تحدث الشاعر فارس خضر، عن افتقار مجلة الشعر والتي تتبع اتحاد الإذاعة والتلفزيون لا وزارة الثقافة كغيرها من الدوريات الثقافية، تحدث عن افتقارها لمقومات العمل المنظم الجاد بسبب ضعف الإمكانات المادية المتوفرة لها حيث لا يوجد جهاز كمبيوتر خاص بالمجلة ، ولا مقر خاص بها، مع العلم بأنها تصدر لما يقارب النصف القرن الآن، مؤكدا على أنه يحرص وطاقم التحرير على تغطية المشهد الشعري الراهن، مشيرا إلى أن القصيدة التقليدية قد انتهت جماليا وتاريخيا بما لا يترك مجالا إلا للقصيدة الجديدة.
ومن جانبه قال مدير بيت الشعر في الأقصر حسين القباحي، أن الأمسية تأتي في إطار سعي بيت الشعر الدائم لتحريك الراكد الثقافي وبحث القضايا الثقافية التي من شأنها لفت أنظار المثقفين والمبدعين والمهتمين إلى مواطن القوة والضعف في المشهد الثقافي العام والمنتج الشعري بصفة خاصة مما يؤدي إلى تحسين هذا الواقع والدفع به إلى آفاق أرحب ومناخ أكثر ملائمة لتجويد الإبداع والارتقاء بالذائقة الأدبية للجمهور