المجلس الأعلى للثقافة

تعقد جمعية (المحافظة على التراث ) برئاسة المهندس ماجد الراهب غدا الخميس ندوة علمية بعنوان " روائع فنون العمارة المسيحية بسيناء " بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة ؛ وذلك ضمن فعاليات دورة الزمالة للدراسات والفنون القبطية المستوى الثانى بمقر المجلس في دار الأوبرا .
ويحاضر في الندوة التى تستمر يوما واحدا ، خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ، حيث يقدم عرضا لأروع فنون العمارة المسيحية بسيناء المتجسدة فى كنائسها بعدة مناطق منها( وادى فيران وطور سيناء ودير سانت كاترين وجزيرة فرعون بطابا وكنائس طريق العائلة المقدسة بسيناء من رفح إلى الفرما).
وتلقى المحاضرة الضوء على العناصر المعمارية الهامة التى ظهرت بالكنائس المكتشفة بها بعد استردادها ووظيفتها وأصل التسمية ومنها " الباستوفوريا والنارزكس والآتريوم والإيكونستاسس والثرونوس".
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الجمعية إن "الباستوفوريا" هما الحجرتان على يمين ويسار هيكل الكنيسة المتواجدين بكل كنائس طراز البازيليكا بسيناء ، والحجرة الشمالية يطلق عليها "بروسيسس" وتعنى طقس الإعداد وتختص بالإعداد للموائد المقدسة أو لاستقبال وإهداء العطايا للناس ومنها يؤخذ الخبز للعشاء الرباني .
وأوضح أن الحجرة الجنوبية تسمى "دياكونيكون " وتعبر عن مختصات الدياكون والدياكون بالعربية تعنى " شماس" ، وهو أحد رجال الكهنوت بالكنيسة وتختص بمتعلقات الدياكون من ملابس وأدوات مما يحتاجه فى أداء الطقوس داخل الكنيسة وأيضا يلجأ إليها الأفراد لدراسة الكتاب المقدس..كما تستخدم لحفظ أوعية الكنيسة والكتب الدينية والمقدسة .
وأكد أنه فى بعض الاحيان يتم تحويل الحجرة الجنوبية إلى معمودية فتسمى حجرة المعمودية أو يتم تحويل كلا الحجرتين إلى هيكلين جانبيين.
وتابع أن مصطلح "النارزكس" مستمد من الكلمة اليونانية "نارثيكاس" وتعنى ثقيفة أو جناح ، ويختلف النارزكس فى كنائس الشرق عنه فى كنائس الغرب ، ففى الشرق يفتح على صالة الكنيسة بأبواب من داخلها جهة الشرق وباب الجناح الخارجى جهة الغرب أما فى الغرب فهو عبارة عن جناح خارجى ذو بائكة من الأعمدة بعرض واجهة الكنيسة وقد استخدم فى عملية التعلم عن طريق السؤال والجواب فهو مكان لرجال الدين الذين يعلمون عن طريق السؤال والجواب كما استخدمت فى الإرشاد والتقويم ونصح التائبين.
ولفت إلى أن "الآتريوم " هى المساحة أمام الكنيسة مربعة الجوانب ممهدة بالرخام ومحاطة من كل جهة بجناح وكان من الملامح المميزة للكنائس المبكرة فى الغرب وقليل الاستعمال فى الشرق ..موضحا أنه من القرن الخامس الميلادي أصبح شائعا في كل المناطق وهو يمثل مدخل معظم الكنائس من طراز البازيليكا ويحميها من ضوضاء الشارع وله عدة استخدامات فهو للتعليم عن طريق السؤال والجواب ولإطعام الفقراء وكان يستخدم للدفن .
وأوضح أن "الثرونوس" كلمة يونانية تعنى كرسى الأسقف أو البطريرك وهو المدرج المكون من سبع درجات من الرخام ويتخذ عادة الشكل الدائرى ويقع خلف المذبح ويمثل الدرجات الكهنوتية السبع ويقع داخل الشرقية ويوضع كرسى الأسقف أعلى هذه الدرجات ثم كراسى الكهنة على الدرجات الأخرى كل حسب درجته ، والدرجات تبدأ من أرضية الهيكل إلى أعلى درجة وتمتد تجاه الشمال والجنوب .
وتابع ان " الثرونوس" يوجد فقط بالكنائس الكاتدرائية الكبيرة أو الكنائس التى يحضر المطران طقوسها بصفة مستمرة ووظيفته فى الكنائس المبكرة هو جلوس المطران والكهنة متوجهين بوجوههم جهة الغرب للوعظ والخطابة ..مشيرا إلى أنه منذ القرن الرابع الميلادي كان الأساقفة يعظون أبناء شعبهم من فوق الإنبل (المنبر).
وذكر أن وظيفة الثرونوس الحقيقية أصبحت هي اجتماع الأساقفة مع أهل الكهنوت بالكنائس دون تواجد أو تدخل من العامة وذلك لحسن إدارة الكنائس وإجادة تحسين المستوى الدينى والعلمى للكهنوت ثم تغير بعد ذلك الثرونوس وقلت درجاته حتى بلغ ثلاث درجات .