محكمة جنايات القاهرة

قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي ، تأجيل محاكمة 494 متهما من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي ، إلى جلسة 12 أغسطس المقبل إداريا ، وذلك في قضية اتهامهم بارتكاب أحداث العنف والقتل والاعتداء على قوات الشرطة وإضرام النيران بالمنشآت والممتلكات وغيرها ، وهي الأحداث التي وقعت في غضون شهر أغسطس من العام الماضي في منطقة رمسيس ومحيط جامع الفتح وقسم شرطة الأزبكية والتي راح ضحيتها 44 قتيلا ، وأصيب فيها 59 آخرين من بينهم 22 من ضباط و جنود الشرطة.
وكانت الجلسة من المقرر لها أن تنعقد غدا ، غير أن المستشار الرشيدي تسلم إخطارا من وزارة الداخلية يفيد بإغلاق قاعة المحاكمات داخل معهد أمناء الشرطة بطره ، وذلك للقيام بأعمال إحلال وتجديد لقاعة المحكمة وإجراء بعض التعديلات الضرورية بها.وجاء قرار تأجيل الجلسة، بصورة إدارية، مع استمرار حبس المتهمين المحبوسين احتياطيا على ذمة القضية، وسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين وعرضهم على المحكمة في الجلسة المقبلة، وإعلان شهود الإثبات. 
وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين في ختام التحقيقات التي باشرتها في تلك الوقائع، ارتكابهم لجرائم تدنيس جامع الفتح وتخريبه وتعطيل إقامة الصلاة به، والقتل العمد والشروع فيه تنفيذا لأغراض إرهابية، والتجمهر والبلطجة وتخريب المنشآت العامة والخاصة، وإضرام النيران في ممتلكات المواطنين وسياراتهم، والتعدي على قوات الشرطة وإحراز الأسلحة النارية الآلية والخرطوش والذخائر والمفرقعات، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات العامة وتعريض سلامة مستقليها للخطر، وهي الجرائم التي جرت على مدى يومي 16 و 17 أغسطس الماضي.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارا في 16 أغسطس 2013 بقيام العديد من العناصر الإرهابية باعتلاء كوبري السادس من أكتوبر، وقطع الطرق المحيطة بميدان رمسيس وإطلاقهم للنيران باتجاه المواطنين وقوات الشرطة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الشرطة.وكشفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة أن جماعة الإخوان الإرهابية ، قد دعت من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة الانترنت، والقنوات الفضائية الخاصة بها ، إلى التجمهر أمام مسجد الفتح في 16 أغسطس، تحت شعار "جمعة الغضب" كمظهر للاعتراض على التغييرات التي شهدتها الساحة السياسية للبلاد ، في حين كان الغرض من وراء هذا التجمهر إيجاد المبررات لتنفيذ الخطة الإرهابية التي أعدتها الجماعة لمواجهة الدولة والتعدي على قوات الشرطة وحرق المنشآت العامة والخاصة.
وأظهرت التحقيقات أن العناصر التابعة للجماعة قد استجابت لتلك الدعوات، ونظموا مسيرات عبر شارعي رمسيس والجلاء ، وتجمهروا بميدان رمسيس وأمام قسم شرطة الأزبكية ، واعتلى بعضهم مبنى المقاولون العرب وكوبري أكتوبر وأشعلوا النيران بنهر الكوبري والطرق المحيطة به.وتوصلت التحقيقات إلى أن مرتكبي الأحداث هاجموا قسم شرطة الأزبكية، وألقوا تجاهه العبوات الحارقة "مولوتوف" والقنابل المفرقعة والمسيلة للدموع ، ثم أطلقوا نيران أسلحتهم النارية الآلية بكثافة صوب قوات تأمين القسم المواطنين.كما أكدت التحقيقات أن المتهمين خربوا قسم شرطة الأزبكية ومبنى المقاولون العرب المجاور له، ونقطة مرور الأزبكية، ونقطة شرطة ميدان رمسيس ، وأشعلوا النيران في المحال التجارية المملوكة للمواطنين وسياراتهم ، وكذا سيارات ترحيلات قسم الشرطة ، وسيارات مرفقي الإسعاف والإطفاء ، وعطلوا وسائل النقل بشارعي رمسيس والجلاء.وبينت التحقيقات أن بعض تلك العناصر التابعة للجماعة، توجهوا إلى مسجد الفتح للاعتصام بداخله واتخاذه ساترا يحول دون ضبطهم ، مع مواصلتهم لإطلاق النيران من أسلحتهم النارية على قوات الشرطة والقوات المسلحة ، فأثاروا الذعر والرعب بين المواطنين، في محاولة لاصطناع مشاهد حية تنقلها القنوات الفضائية للإيحاء إلى العالم الخارجي بأن قوات الشرطة والجيش تقوم بقمع المواطنين ، في الوقت الذي كان فيه رجال القوات المسلحة والشرطة يقومون بفتح ممر آمن يضمن لتلك العناصر الخروج من المسجد دون أن يفتك بهم المواطنون.كما ضبطت النيابة العامة مواد مخدرة داخل المسجد أثناء معاينة محققي النيابة للمسجد، حيث أثبتت المعاينة أن المتهمين دنسوا المسجد وخربوه من الداخل والخارج.