القاهرة - مصر اليوم
ضعف إيمان الإنسان يجعله هشًا يستسلم لوجع الحياة، عندما يشعر بأن لا بصيص نور ينتظره في نهاية الطريق، وذلك بعد أن يكون اليأس والإحباط قد استغلا ضعف يقينه ليُسدلا ستائرهما المُعتمة على بصره، مُفقدانه أي إيمان بالأمل، مُغذيان نفسه بشحنات سلبية توهمه بأن ذلك الألم سرمدي دائم لا ينتهي.
حكايات الانتحار أصبحت مُعتادة فى حياتنا اليومية، وذلك بعد أن زادت الضغوط المادية والمعنوية على الجميع، والتي يضعف أمام أمواجها المُتلاطمة الكثير، فيختار البعض يترك السفينة بما تحمل مُفضلًا أن تنتهي قصته مع هذه الحياة.
نحن الآن أمام قصة لشاب ضاق به الحال وتأزم نفسيا بعدما فشل فى إيجاده فرصة عمل، حاصرته الضغوط المادية، ودخل فى نوبة مزاج سيئ، بهتت ملامح وجهه وفترت رغبة فى الحياة، وانعزل عن العالم ليصبح صديقا لجدران غرفته، حاول أهله التحدث إليه فى محاولة منهم للخروج من تلك الحالة، ولكن بائت كل محاولاتهم بالفشل.
وفى صباح يوم الحادث تناول كمية كبيرة من العقاقير الطبية أنهت حياته، اتصل به شقيقه أكثر من مرة لم يرد عليه
فقلق عليه، وذهب للاطمئنان، فوجده متوفىً وبجواره شريط عقاقير طبية.
تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغا من الأهالى بوفاة شخص داخل الشقة سكنه، انتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وجدت جثة"محمود.أ" بغرفة النوم مسجاة على ظهرها ويرتدى كامل ملابسه ولا توجد أى إصابات ظاهرية به، وعثرت قوات الأمن بجواره على عقاقير ومواد طبية فارغة خاصة بالمسكنات لآلام الصداع ولا توجد بعثرة بمحتويات الشقة وسلامة جميع منافذها.
وبسؤال شقيقه قرر أن المتوفى كان يعانى حالة اكتئاب لمروره بضائقة مالية لعدم إيجاد فرصة عمل، وأنه اتصل به هاتفيا عدة مرات، إلا أنه لم يستجب ولدى توجهه إليه اكتشف وفاته، ورجح إقدامه على الانتحار بتناوله العقاقير الطبية المعثور عليها.