القاهرة ـ مصر اليوم
لم تكن تعلم لطفلة جنا أن القدر يسوقها لمفترق الحياة، حينما ذهبت لتشتري العيش لها ولأخواتها، فقد كان بانتظارها الموت متمثلاً في كابل كهرباء مختفٍ في مياه الأمطار، مرت بجوار الماء ليسحبها التيار وتسقط مع الأموات!.
آخر كلمات نطقت بها جنا ضحية المطر قبل وفاتها صعقًا بالكهرباء "مترحش يا بابا الشغل النهاردة خليك معايا" وتدور أحداث الواقعة عندما شهد شارع هارون بمصر الجديدة واقعة وفاة طفلة على الفور صعقا بالكهرباء إثر سقوط كابل كهرباء على الأرض في مياه الأمطار التي غطت القاهرة الجمعة الماضية.
لم تكن تعلم جنا أن كابل الكهرباء قد سقط على الأرض فمشت دون أن تدرى لأن المياه تغمر الشارع، بعدها بدقائق فارقت الحياة، حاول أهالى الشارع إنقاذها ولكن المياه كانت متكهربة، ففشل الأهالى في إنقاذها وراحت جنا في دقائق لتترك شارع هارون حزين عليها لفشلهم في إنقاذها.
شقة جنا عبارة عن مكان لا يتجاوز متران تنام الأم والاب على الأرض بمجرد دخولك باب الشقة، والبنت واخواتها الثلاثة يرقدون على سرير لا يتجاوز نصف متر، والمطبخ شبر ونصف.
قال رمضان حسين والد جنا: "بنتى كانت بتجيب عيش وكان في كابل كهرباء واقع على الأرض وكان في ناس مبلغة على أنه يوجد كابل من عمود كهرباء عريان، ولكن لم يهتم أحد، ولكن جنا نزلت بعد ما انتهى المطر، ومعرفش إنها حتتكهرب وعرفت بعد كده أن كان في ناس مبلغة، وكان قلبها حاسس إنها مش حتشفنى تانى، وطلبت منى عدم ذهابى إلى العمل في هذا اليوم ولكنى أصريت على الذهاب إلى شغلى".
وأضاف: "مكنتش عارف إن الكابل واقع على الأرض، ورغم أن عمرها 8 سنوات إلا أنها كانت بتعملى كل حاجة، وكانت شاطرة في المدرسة، فهى في الصف الثانى الابتدائى".وقال: أنا مش قادر أتذكر أى حاجة دلوقتى كل حاجة ضايعة منى، فهى البنت الوحيدة عندى وهى أكبر إخواتها الصبيان، حيث إن عندى 3 أولاد هم "حمزة، وآدم، وعدي"، وهى كانت البنت الكبيرة.
وأضاف أن "الكابل صعق ابنتى بعد سقوطه على الأرض نتيجة الأمطار، واتقطع وسقط على الأرض فجأة وقبل أن تصل ابنتى لفرن العيش، كانت المية مغطية الكابل ولحد ما بنتى ذهبت الى المستشفى وتوفيت محدش جاء إلى المنطقة والدنيا اتكهربت لأن أول ما المطر سقط العمدان أضاءت، رغم أنه مفروض يتم فصل الكهرباء أثناء سقوط الأمطار وبعد ما توفت ابنتى الناس رفعوا الكابل على قطعة خشب".
تابع: "بنتى كانت هي اللى بتصحينى الصبح علشان أروح الشغل، وكنت معتمد عليها في كل حاجة، وكانت بتروح المدرسة وتأخذ دروس عند إحدى المدرسات جنبنا ومحدش اشتكالى منها ابدًا، رغم انها كانت تساعدنا إلا أنها كانت شاطرة في المدرسة، وكل الناس بتحبها في الشارع ، فكانت هي اللى تعملى الشاي وعارفه ميعاد شغلى، وكانت بتروح المدرسة 3 أيام فقط علشان كورونا ، كانت بتعملى كل حاجة ويوم التي توفيت فيه مكنتش عايزانى اروح الشغل وانا اصريت على الذهاب الى شغلى، ولكن طلبت منى فلوس علشان تجيب عيش علشان تفطر اخواتها، كانت الساعة حوالى 3 العصر، و مفيش 10 دقائق اتصلوا بى يخبرونى بنتك في المستشفى".
ويحكى قائلاً: "أخواتها بيسألوا عليها وميعرفوش إنها توفيت ومش حترجع تانى، وقلت لهم دى رجليها اتكسرت في المستشفى، وانا دفنتها في الفيوم بلدنا".
قد يهمك ايضا
هيئة الأرصاد المصرية تنشر خريطة سقوط الأمطار والقاهرة خارج التوقّعات
وفاة طفلة وإصابة شقيقها في انهيار عقار في الإسكندرية