القاهرة - مصر اليوم
نزل ليفصل في مشاجرة فلقى حتفه كعادته كل مساء، ينتظر “مصطفى” انتهاء عمله للعودة إلى منزله في أحد أحياء بولاق الدكرور، من أجل العودة إلى منزله حتى يستريح من عناء يوم طويل بعد يوم شاق من العمل مع شقيقه الأكبر في مجال “الألوميتال” عقب وفاة والديه، وعاد بالفعل صاحب الـ27 ربيعًا بعد طمأنة شقيقاته على عودته للمنزل.
وبعد دقائق معدودة، سمع الشاب العشريني صوت شجار أسفل العقار محل سكنه في شارع 10، ليقرر النزول واستكشاف الأمر، فوجد مشادة كلامية بين اثنين من الجيران، تراشق طرفاها بالألفاظ النابية وسط محاولات البعض للفصل بينهما، ليقرر “مصطفى” إنهاء تلك المشادة خاصة مع إمساك المتشاجرين بأسلحة بيضاء، يهدد كل منهما الآخر بالقتل، مطالبًا إياهم بالاحتكام للعقل.
إلا أن أحد السيدات المؤيدة لأحد طرفي المشاجرة، صرخت في وجهه “إنت مالك أصلًا”، فوقعت بينهما مشادة، فقالت له: “والله هجيب جوزي.. لو راجل استنى”، وبعد هدوء عاصفة المشاجرة، اشتعلت نيران الحرب بعودة السيدة مع زوجها الثلاثيني الذي اعتدى بسكين على “مصطفى” محدثًا إصابته بجرح نافذ في الفخذ اليسرى من الخلف.
فهرع الجميع لنقل الشاب إلى مستشفى بولاق الدكرور العام في محاولة لإنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله متأثرًا بإصابته، إذ إن الجرح قطع وترًا يوصل الدم للقلب، فانتشر خبر وفاة “أبو الشهامة” كما يلقبه أصدقاؤه كالنار في الهشيم، ليتجمع الجيران أمام العقار سكنه، عاقدين العزم على الانتقام من قاتليه إلا أن عقلاء المنطقة نجحوا في إقناعهم بالاتصال بشرطة النجدة التي أبلغت بدورها قسم شرطة بولاق الدكرور.
انتقل العقيد شامل عزيز، مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، إلى محل البلاغ على رأس قوة أمنية، وفرض طوقًا أمنيًا بقيادة الرائد محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، الذي وجه معاونيه بتفريغ كاميرات المراقبة المثبتة على المحلات التجارية، وسماع أقوال شهود العيان