البحيرة ـ مصر اليوم
لم ينزل الفلاحون الأرض اليوم، والأطفال مُنعوا من اللعب، وسيارات الإسعاف تنتشر في الشوارع، داخل قرية منية السعيد بمركز المحمودية في البحيرة, هجوم غير محسوب من ثعابين سامة أربك القرية، وانتشر الذعر والهلع بين الأهالي.
و توفي السبت الماضي ,شاب بعد تعرضه للدغة منها خلال عمله بأرضه الزراعية داخل قرية منية السعيد، وفشل مستشفى المحمودية العام بحسب الأهالي في علاج الشاب، وطالبوا بتوفير الأمصال الفعالة والضرورية بالوحدات الصحية بالقرى، واتخاذ إجراءات لمكافحة انتشار الثعابين.
يروي عبد الله أبوزينة، من أهالي قرية منية السعيد القصة من بدايتها يقول إن عددًا كبيرًا من الفلاحين تعرضوا للدغ الأفاعي وتوفوا بسبب عدم توفير المصل في الوحدات الصحية بالقرى والمستشفى العام في المحمودية، وأقرب حالة وفاة حدثت السبت في قرية منية السعيد، الشاب صبري سعيد بدوي (18 عاما)، إذ تعرض للدغ أفعى وهو يعمل في أرضه الزراعية ورغم نقله إلى المستشفى العام، تأخر إسعافه وبعد مرور ساعتين على وجوده في المستشفى توفي.
ثعبان بطول إنسان
و تحدث محمد شلضم من أهالي القرية قائلًا "هناك حالة من الفزع أصابت الفلاحين، ومنذ وقوع الحادث امتنعوا عن النزول إلى الأرض لكثرة الأفاعي الموجودة، وهذه ليست أول حالة تحدث، الأهالي يتعرضون بصفة دورية للدغات، هناك 4 حالات وفاة سابقة خلال العامين الأخيرين آخرها منذ نحو عام لشاب من نفس القرية يدعى عبد العزيز شلبي بخلاف العشرات الذين تعرضوا للدغات".
أحد الأهالي يمسك بثعبان
"وتابع سيد أبو زينة أحد الأهالي "علمنا أن هناك لجنة مشكلة لمحاولة القضاء على الثعابين في القرية التي كثرت فيها حالات الوفاة بسبب لدغ الأفاعي، وهذا أمر جيد، ولكن ماذا عن باقي القرى، وماذا عن المصل، ولماذا توفي الشاب رغم مرور أكثر من ساعتين على وجوده في المستشفى رغم أنه أعطي المصل كما قيل لنا؟، فهل المصل غير فعال أم أعطي بشكل خطأ..
وأضافت نيفين صقر من الأهالي، "كل يوم أبناء القرية ينجحون في قتل أحد الثعابين، ولم يقتصر الأمر فقط على وجود الثعابين بالأراضي الزراعية، الكارثة الأكبر أنها استباحت منازلنا وباتت تهدد أمننا وسلامتنا نحن وأطفالنا".
وأضافت "نطالب المعنيين بالأمر سرعة التدخل وتوفير المصل في المستشفى العام، وكذلك في الوحدات الصحية بكل قرية حتى نضمن سرعة العلاج، لأن هناك حالات يتعذر سرعة وصولها إلى مستشفى المحمودية بالسرعة الكافية، ونطالب البيئة بسرعة التدخل للقضاء على الأفاعي التي انتشرت سواء في قرية منية السعيد أو غيرها من القرى".
أهالي يمسكون بثعابين
وقال أحد الأطباء في البحيرة رفض ذكر اسمه: " المصل في أحيان كثيرة يكون أكثر خطورة من اللدغة ذاتها، وتنتج عنه حساسية قاتلة لذلك لا يعطى مباشرة وقبلها يخضع الشخص الملدوغ للملاحظة فإن ظهرت عليه أعراض عصبية مثل تشنجات، فقدان وعي، صعوبة تنفس، ضعف عضلات، يعطى المصل، ولخطورة المصل الكثير من الأطباء وأعضاء التمريض يخشون إعطاء مصل الثعبان بأنفسهم ويفضلون تحويل الحالات إلى مركز السموم.
وأضاف الطبيب "يحضر المصل من دم الخيول بعد حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام الذي يسبب حساسية أقل من تلك التي يحدثها المصل المحضر من دم الخيول، ولذلك لا بد من إجراء اختبار الحساسية، قبل إعطاء المصل، ولكن أيضًا هذا الاختبار لا يضمن السلامة تمامًا لأن الجسم ممكن يتأثر بالكمية الكبيرة من المصل بعد الحقن، وبصفة عامة 15% فقط من الثعابين تكون سامة وثعابين الأرض الزراعية سمها ضعيف ويجب التأني قبل المخاطرة بالمصل".
فلاح يمسك بثعبان
ووجهت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بتشكيل لجنة فنية متخصصة بإشراف جمال أبو الفضل المستشار الإعلامي والفني للمحافظة، تضم الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية، ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور، لفحص شكوى أهالي قرية منية السعيد، في مركز المحمودية لتضررهم منانتشار الثعابينأثناء عملهم بالأراضي الزراعية مما يعرض حياتهم للخطر .
حقن البيض بالسم لاصطياد الثعابين
وانتهت اللجنة إلى شراء نحو 5 آلاف بيضة وحقنها بمادة سامة، وتوزيعها على الأوكار التي تختبئ بها تلك الثعابين بعد المسح الشامل للأماكن المحتمل المرجح تواجدها بها، صاحب ذلك توعية الأهالي وتحذيرهم لتوخي الحيطة والحظر وعدم تعرضهم للبيض السامة خوفاً على سلامتهم.
حقن البيض السم
و قلل يسري كوبرا،مدرب سيرك متخصص في التعامل مع الثعابين من جدوى هذه الخطوة قائلًا: "من الصعب جدًا أن تتغذى الثعابين على هذا البيض، بل يكاد يكون مستحيل، الحل الأفضل الاستعانة بصائدي ثعابين متخصصين".
يسري كوبرا لاعب السيرك
و أعلن الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة في البحيرة رفع حالة الطوارئ في مستشفى المحمودية المركزي لمواجهة أي حالات للإصابة بلدغ الثعابين، والتنسيق مع مركز السموم بكلية الطب في الإسكندرية لتحويل الحالات بعد تقديم الإسعافات الأولية لها.