القاهرة- مصر اليوم
ينافس 3 كتاب مصريين فى القوائم القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التى أعلنت حتى الآن، وجاءت المشاركة المصرية فى قائمتى "المؤلف الشاب" و"الآداب" وذلك فى الدورة الخامسة عشرة. واستطاع كل من كتاب "غرفة المسافرين" للكاتب عزت القمحاوى الصادر عن الدار المصرية اللبنانية عام 2020، وكتاب "فى أثر عنايات الزيات" للكاتبة إيمان مرسال، والذى صدر عن مكتبة الكتب خان عام 2019 المنافسة فى "الآدب"، بينما نافست رواية "ليلة يلدا" لـ غادة العبسى الصادرة عام 2018 عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع.
يحكى عن السفر كتجربة وحالة إنسانية، تتجاوز فكرة الحل والترحال وتنطلق إلى رحاب النفس، حيث كل شىء دال، وكل فكرة لها معنى. الكتاب ليس استعراضا للمعلومات بل إنه رحلة شيقة وجميلة عبر الكتب والأماكن، ويمكن لنا التوقف عند أشياء كثيرة أولها شخصية الكاتب، فذلك النوع من الكتب، بشكل ما، هو نوع من كتابة السيرة الذاتية، وبالتالى لا تختفى شخصية المؤلف خلف الكلمات أو الأقنعة، بل يظهر ليقود المعنى ويدفعنا إلى الغاية التى يريدها، لذا كلما رأيت عزت القمحاوى، سأتذكر أنه حلم ذات يوم بالحياة فى الريف الإنجليزى سأعرف أنه يرى العالم إما بلاد سعيدة أو بلاد حزينة.
غرفة المسافرين
كانت إيمان مرسال على وعى تام، منذ البداية، بأنها لا تكتب سيرة عنايات الزيات (1936- 1963) إنها تتبع أثرها فقط، تُشير فى أكثر من مكان فى الكتاب، إلى أنها لم تفعل ذلك تطفلًا، لكن عنايات كانت موجودة دائما تأخذ بيدها وترسل إليها من يساعدها فى بحثها المهم، لذا استغرق الكتاب سنوات، الفكرة تطارد إيمان مرسال وهى بدورها تطارد الحقائق، الأشياء تتكشف أمامها جزءا جزءا، نادية لطفى ثم العائلة ثم الجيران، لكن البداية كانت من سور الأزبكية، وبداية البحث كانت من المقابر.
عندما تبدأ فى الكتاب، سوف تنفصل تمامًا عن العالم، ستعود بكامل إرادتك إلى مصر القرن العشرين، بل ستعود أبعد من ذلك إلى زمن محمد على باشا وستتقدم إلى عام 2019، زمن صدور الكتاب، ستسير رحلة مهمة مع عنايات الزيات.
وتأتى أهمية كتاب "فى أثر عنايات الزيات" فى نقاط كثيرة منها، أن إيمان مرسال حوَّلت كل التفاصيل الصغيرة إلى قضايا كبرى، كل اسم ظهر فى طريقها تتبعته، كل شارع أو ميدان توقفت أمامه، بحثت عنه وعن تاريخه، ثم قدمته لنا، فى موضوع متصل ومنفصل، مع موضوعها الأساسى "عنايات الزيات".
تشكّل حياة الشاعر العظيم حافظ الشيرازى الخلفية التى تستمد منها الرواية أفكارها الكبرى حول الحياة والحب والأخلاق والشعر.. وهى إن كانت تستند إلى رؤى هذا الشاعر الملقب بترجمان الأسرار، فإنها ليست سيرة حياته، بل هى رواية متخيلة مستوحاة من شعر حافظ، تدور أحداثها حول أطوار الحب الصوفى بما يحمله من رؤى إنسانية خارج الإطار التقليدي، وبنظرة أشمل لاختبار قدرة النفس العاشقة فى معراجها نحو الله أو المرأة، أو البشر بكل صراعاتهم ونوازعهم.
غادة العبسى فى هذه الرواية سنرى حافظ الشيرازى يعيش زمن المغول والطاعون، ويلتقى الحلاج والعطار وابن عربى وابن الفارض والرومى ويزور سيبويه، فى رحلة إنسانية على بساط منسوج من خيال العشق، ومرارة فقد الأحبة، ولذة الركض نحو الاعالي.
قد يهمك ايضا
جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن عن إضافة 5 لغات جديدة لموقعها الإلكتروني