القاهرة -مصر اليوم
احتفلت مكتبة الإسكندرية اليوم /الثلاثاء/ بمرور 120 عامًا على ميلاد الفنان الأرمني "ألكسندر صاروخان"، أحد رموز الكاريكاتير في مصر، وذلك بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير وجمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة.
وقال رئيس قطاع الإعلام والاتصال بمكتبة الإسكندرية الدكتور سامح فوزي - في كلمته نائبًا عن الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة - : "إن هذه الاحتفالية تأتي تقديرًا لقيمة "صاروخان" الفنية، ودوره في ازدهار فن الكاريكاتير في مصر، وذلك في إطار مشروعات المكتبة لتوثيق الذاكرة الصحفية، والتي صدر عنها كتبًا توثيقية لعدد من المؤسسات الصحفية منها أخبار اليوم وروزاليوسف".
وأكد فوزي أهمية توثيق أعمال "صاروخان" باعتباره أحد أهم صناع الكاريكاتير في مصر، كما أن أعماله تعتبر جزءًا من ذاكرة المجتمع المصري وشاهدة على اللحظات السياسية الفارقة في تاريخ مصر.
اقرأ أيضًا:
محاضرة فى مكتبة الإسكندرية لمناقشة دور المنافذ في منع تهريب الآثار
من جهته.. قال رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير الأستاذ جمعة فرحات - كلمته - : "إنه يحمل تقديرًا كبيرًا لـ "صاروخان"، حيث يتعبره مؤسس الكاريكاتير المصري، وأن كل المحاولات التي سبقته كانت رسمًا عاديًا وليست كاريكاتير"، مشيرًا إلى أنه كان صاحب ريشة عظيمة، واتسمت رسوماته بالحيوية وكأنها تتحرك.
وأكد فرحات أن "صاروخان" هو أستاذ الكاريكاتير في مصر، فقد تتلمذ على يده عدد كبير من الفنانين، كما أن زملاءه تأثروا بفنه تأثرًا كبيرًا، لافتًا إلى أنه استطاع أن يغير قواعد الرسم وبعث روحًا جديدة للإبداع من خلال فنه.
وبدورها.. أعربت حفيدة الفنان صاروخان "سيلفيا نارديان" عن سعادتها بإقامة هذا الحدث الذي يحتفي بوالدها وإبداعاته، مؤكدة أن عام 2019 هو عام صاروخان، فقد شهد نشر مذكراته باللغة الأرمنية، إلى جانب إقامة معرض عن حياته وأعماله.
وقالت نارديان: "إن وجود صاروخان في مصر كان له دورًا كبيرًا في نجاحه وتحقيق طموحاته، فبالرغم من أنه أتى إلى مصر وعمره 26 عامًا ولم يعرف اللغة إلا أنه انصهر في المجتمع بسرعة، كما أن المجتمع المصري ساعده على الاندماج لما يتسم به من كرم وتسامح وانفتاح على الآخر".
ومن ناحيته.. عرض الباحث في تاريخ وذاكرة الكاريكاتير الأستاذ عبد الله الصاوي - خلال كلمته - مجموعة كبيرة من الصور النادرة عن حياة صاروخان وأعماله، وأعرب عن سعادته لعرض هذه الصور لأول مرة بمكتبة الإسكندرية، وذلك في إطار مشروع لتوثيق الكاريكاتير المصري.
وتضمنت الصور عددًا كبيرًا من أعمال "صاروخان" الشاهدة على تاريخه ومسيرته في مصر، ومنها أول رسم كاريكاتير له عام 1924 وتناول أزمة الدقيق والعيش في مصر، وأول ظهور لشخصية المصري أفندي في روزاليوسف، وأول غلاف لمجلة آخر ساعة، إلى جانب عدد من الكتب والمجلات التي أصدرها ومنها كتاب (هذه الحرب)، ومجلة (لا كارافان) ومجلة السينما الأرمينية.
وأكد الصاوي أن "صاروخان" استطاع أن يعبر عن المشهد السياسي المصري والروح الوطنية من خلال الكاريكاتير، فقدم أعمال كثيرة عن ثورة يوليو وحرب أكتوبر، وبورتريهات لقادة وزعماء مصريين كسعد زغلول ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر وغيرهم.
وشهدت الاحتفالية إقامة معرض فني تضمن عددًا من الأعمال التي شاركت بالمسابقة الدولية (صاروخان يعود من جديد)، والتي شارك فيها 180 فنانًا.