لندن ـ كاتيا حداد
تتمتع السيارات الكلاسيكية من أكبر الشركات في العالم، بتاريخ عريق في صحراء الجزيرة العربية منذ بدأت أن تفوق الجمال، وربما يعود الأمر إلى أيام الحرب العالمية الأولى عندما كانت سيارة "الرولز رويس"، للضابط البريطاني الذي اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية توماس إدوارد لورانس، في دمشق.
وبدأت السيارات البريطانية مع تقدم القرن 20، مثل "الرولز رويس"، و"بنتلي" و"لاند روفر" في أن تحل محل الجمال بشكل تقليدي، وفي الثلاثينات من القرن الماضي، استوردت الأسرة المالكة السعودية حافلات "مرسيدس- بنز" لنقل الحجاج من جدة إلى مكة المكرمة خلال موسم الحج.
وعادت الطبقات الغنية التي تعلمت في أوروبا وأميركا بعد الحرب العالمية الثانية، بأرقى السيارات في العالم، حيث بدأت السيارات الأميركية مثل "كاديلاك" و"نكولن" في تهديد هيمنة النماذج الأوروبية.
ومنح تاجر "مرسيدس بنز" في المملكة العربية السعودية في الخمسينات من القرن الماضي، سيارات إلى الملوك لضمان أن هذه العلامة التجارية الأشهر على الإطلاق، ستكون من ضمن السيارات التي سيسعى العرب إلى اقتنائها، في حين احتفظت سيارات مثل "بنتلي" و"رولز رويس" بوضعهم الحصري.
وبعد اكتشاف النفط في منتصف القرن 20، جمع محبو السيارات أسطولًا مثيرًا للإعجاب من السيارات القديمة، لبيعها إلى أصدقائهم القدامى الموثوق بهم، واستكمل الأبناء والأحفاد مجموعات السيارات العائلية عن طريق السيارات الأميركية الحديثة آنذاك مثل فئات "لورايد" وهي سيارات قريبة من الأرض ذات هيكل قوي وعجلات صغيرة، أو سيارات "العضلات" وهي سيارات تتميز بأن أدائها مرتفع للغاية، وحركتها قوية جدًا مثل سيارات "الجاغوار"، و"أستون مارتن" و"مرسيدس" و"بورش" و"فيراري".
ويستورد المواطنون الإماراتيون السيارات الصغيرة "مينيز"، من اليابان بسعر ثلاثة إلى خمسة آلاف دولار، ثم يعدلونها بقوة وتزداد قيمتها من 15 إلى 18 ألف دولار.
وأفاد الشيخ عمران راشد: "يجب تحديث السيارات عند استخدامها في الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر جميع قطع غيار السيارات البريطانية متاحة بسهولة من المملكة المتحدة، فعلى سبيل المثال اشترى راشد سيارة ميني كوبر موديل 1975، وعدلها عن طريق تركيب محرك 180 حصانًا، ومحرك سعته 1.8 لتر من هوندا انتيغرا وأضاف نظام تعليق هوائي الجديدة، فرامل وتوجيه، واكتمل شكلها النهائي بدهان سيارة فيراري حمراء".
وأوضح رئيس مركز سيارات "مرسيدس بنز" الكلاسيكية في شتوتغارت فلوريان زيمرمان: "لا تعتبر أصالة السيارات مهمة جدًا في الوقت الراهن، إنما الأمر يتعلق بمستوى التطور".
ويعمل فلورمان حاليًا على تجميع 100 سيارة لطرحها ضمن مجموعات في السعودية وذلك باستخدام تطبيق "موتو بوكس"، وهو التطبيق الذي وضعته شركته لتتبع نماذج محددة.
وأكدت متابعة اختيار السيارات في وسط مدينة دبي في وقت سابق من هذا العام، أن السيارات الكلاسيكية أنيقة وجديدة في الإمارة.
وتصطف نحو ما يقرب من 400 سيارة كلاسيكية، للعرض ضمن المهرجان السنوي السابع للسيارات الكلاسيكية في الإمارات، وذلك في شارع محمد بن راشد الأنيق في أسفل برج خليفة الذي يعتبر أطول مبنى في العالم، حيث يصل طوله إلى 829 متر، وأضاف زيمرمان: "لقد كان هذا المعرض حافزًا رئيسيًا في ارتفاع الفائدة في سيارات الكلاسيكية".
ويعتبر مجتمع الوافدين ضخمًا في الإمارات العربية المتحدة، ويتزامن مع تصاعد السيارات الكلاسيكية، حيث أضافوا السيارات التي كانوا يحلمون بها منذ الصغر عندما كانوا مراهقين.