كوناكري ـ جمال إمام
يحاكم تودرين أوبيانغ، نائب رئيس دولة غينيا الاستوائية، بسبب مجموعة من التهم الموجهة له، بما في ذلك سرقة الأموال العامة، وغسيل الأموال، وخيانة الأمانة. وتغيب أوبيانغ عن المحاكمة، وظهر محاموه في محكمة في باريس للدفاع عن الاتهامات المخزية بنهب بلاده الغنية بالنفط، وترك الملايين في حالة من الفقر المدقع. واستخدمت بعض ممتلكاته في باريس كأدلة إدانة ضده، مثل قفاز مايكل جاكسون، وسيارة بوغاتي الذي يتراوح سعرهما ما بين 2 مليون يورو.
ويواجه أوبيانغ البالغ من العمر 47 عامًا، السجن 10 أعوام، إذا ثبتت إدانته. ومع ذلك، فقد رفض الحضور إلى محكمة جنح باريس، ويقول ليس عليه قضاء أي عقوبة، فهو سيبقى في أفريقيا. وتتعلق الاتهامات بأسلوب حياة البذخ للملياردير أوبيانغ في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في العاصمة الفرنسية حيث كان يمتلك قصرًا بنحو 100 مليون يورو يحتوي على ملهى شخصي وسينما وحمامات مزودة بصنابير من الذهاب الخالص. واشترى المنزل في عام 2011، في أحد أكثر الشوارع شهرة في العالم في افانيو فوش.
ويمتلك أسطول من السيارات، ويضم أحدث السيارات، وأغلى الماركات العالمية، مثل رولز رويس، بنتلي، فيراري، بورش، والتي كان يستخدمها في نقل الصديقات الحسناوات حول باريس. ويمتلك يختًا على شاطئ الريفييرا، طوله 76 مترًا، اسمه "بريق الأبنوس". وتشمل ممتلكاته المشار إليه في المحاكمة، قفاز مايكل جاكسون المغطى بالكريستال، والذي ارتداه نجم البوب الراحل مايكل جاكسون يرتديها خلال جولة غنائية له في عام 1988. وقد اشتراه أوبيانغ بمئات الآلاف من الدولارات.
وفي عام 2009، اشترى أوبيانغ 109 قطعة من المقتنيات خلال مزاد علني لمجموعة من المقتنيات التي تنتمي إلى مصمم الأزياء الأسطوري إيف سان لوران، وشريكه بيير بيرج. وصرف على هذه المقتنيات نحو 18 مليون يورو، إضافة إلى 10 مليون يورو أخرى لمجوهرات، وكأس للشمبانيا يكلف 65,000 يورو. وكان من بين المقتنيات المصادرة أيضا 64 زوجًا من الأحذية، معظمهم من دولتشي آند غابانا.
وتعتبر محاكمة وبيانغ أمر في غاية الأهمية بالنسبة لفرنسا، لأنها هي المرة الأولى التي تقوم فيها الدولة باتخاذ إجراءات قانونية ضد طغاة الأثرياء، الذين يستخدمون باريس كم باستخدام باريس كملاذ له. وتعتبر هذه المحاكمة نتيجة لعمل من نشطاء مكافحة الفساد بما في ذلك منظمة الشفافية الدولية ومجموعة شيربا. وقال وليام بوردون، من شيربا "في بادئ الأمر، لم يكن هناك أي إرادة سياسية في فرنسا للاستماع إلينا".
والآن ساعد فريق المحققين في جمع أدلة على أن أوبيانغ سرق أكثر من 100 مليون يورو من غينيا الاستوائية، عندما كان وزيرًا للزراعة، في الفترة من 2004 حتى عام 2011. وكان أوبيانغ، تيودورو أوبيانغ نغيما، والد تودرين لا يزال رئيسًا للبلاد، وكانت العائلة متهمة نقدية مباشرة من خزينة الدولة.
وتغيب أوبيانغ عن المحاكمة، ولكن قال محاميه ايمانويل مارسغني، "لقد كون ثروته بطريقة قانونية في بلاده". ودعا السيد مارسغني للحصول على مزيد من الوقت لتحضير دفاعه عن موكله. فيما يعتقد أن أوبيانغ لا يزال في مالابو عاصمة غينيا الإستوائية. ومن المقرر أن تستمر محاكمته الجنائية لمدة أسبوعين.