لندن ـ كاتيا حداد
يعد طرح طراز الدفع الرباعي "اوروس" تحديًا كبيرًا لصانعة السيارات الايطالية "لامبورغيني"، وهي شركة راسخة في فئة السيارات الفائقة والفاخرة مع محركات V10 و V12 الضخمة في الخلف؛ ولكن هذا المشروع الجديد مختلف تمامًا بالنسبة إلى الشركة وقال موريزيو ريجياني كبير المسؤولين الفنيين في الشركة "يجب أن تكون السيارة ذات طابع لامبورغيني أصيل، ولكنها تحتاج أيضًا إلى المزيد من تنوع الاستخدام اليومي فنحن نهدف إلى إنشاء شيء لا وجود له حتى الآن - وهو أفضل سيارة رياضية وأفضل سيارة دفع رباعي".
ويقول المدير التنفيذي ستيفانو دومينيكالي بشأن إذا كان هناك حاجة إلى أي دليل على الطلب المتزايد على السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات "إن دفاتر الطلبات ممتلئة وأن 68 في المائة يشترون سيارتهم الأولى من لامبورغيني".
وأضاف المدير التنفيذي "مع أوروس ، تتحدى العلامة التجارية الفاخرة ذاتها، ويمكن للمشترين الآن الحصول على سيارة لامبورغيني لنقل أسرهم "بالإضافة إلى أمتعتهم" وحتى مجموعتين من أدوات الجولف بالإضافة إلى وجود مساحة فارغة حيث تمثل أوروس خروجًا طفيفًا عن التصميم المألوف والمعتاد للشركة".
وأكد دومينيكالي أنها سيارة كبيرة، خاصة على عجلات بقياس 23 بوصة "على الرغم من أن هذه العجلات الأكبر تركز على الطول والعرض وتقلل من الارتفاع الظاهر"، وتتوفر أيضًا إطارات من 22 بوصة وقطر 21 بوصة، إلى جانب مجموعة من الإطارات السبعة التي طورتها الشركة لسيارتها اوروس.
ويوجد تحت غطاء المحرك أول محرك بشاحن توربيني من لامبورغيني ، محرك V8 سعة 4.0 لترات مع شاحن توربيني مزدوج يتطور بقوة 641 حصانًا.
وتصر الشركة على أنها لا تتبع اتجاهًا نحو التحريض القسري ، بل إن عزم الدوران الضخم في تدرجات منخفضة في مثل هذه الوحدة يعتبر ضروريًا لسيارات الدفع الرباعي، على الأقل للاستخدام على الطرقات الوعرة، تعطي المحركات استجابة كبيرة في دورات منخفضة لعزم الدوران الذي يصل إلى 626 رطل، قدم في 2250 دورة في الدقيقة.
وتحقق لامبورغيني أفضل أداء لسيارتها وسط المنافسين حيث تتسارع من 0-62 ميل في الساعة خلال 3.6 ثانية و تتسارع من 0-124 ميل في الساعة في 12.8 ثانية وتبلغ سرعتها القصوى 190 ميل في الساعة - وهي أسرع سيارات الدفع الرباعي التي يمكنك شراؤها ، وفقا ل لامبورغيني ، مع أفضل نسبة قوة إلى الوزن، أيضا.
وتعمل السيارة بست وضعيات للقيادة منها نيفي وتيرا للطرق الوعرة وسابيا للرمال ووضعية سترادا وسبورت وكورسا وتجهيز ايجو، ويبلغ طول السيارة 5.112 ملم وعرضها 2.016 ملم وارتفاعها 1.638 ملم بقاعدة عجلات أكبر من منافسيها بطول 3.003 متر، كما أن أكثر ما يلفت الانتباه هو أنه على الرغم وزنها الخفيف، فإنه لا يزال لا يتعدى 2197 كجم. نعم ، على الرغم من أن ريجاني يقول أنه لا يزال خفيفًا لسيارة يبلغ طولها أكثر من خمسة أمتار.
وفي حين أن لامبورغيني تقدم الكثير من الأنظمة المنحازة نحو القيادة الخلفية في سياراتها، فإن أوروس لديها نظام مركزي يوفر توزيع عزم الدوران للعجلات الأمامية والخلفية بطريقة متفاوتة، ويتوفر نظام توجيه رباعي جديد أيضًا، ونظام خفة الحركة مع السرعة المنخفضة، فضلًا عن ثبات عالي في السرعة العالية، مما يقلل بشكل فعال أو يطيل قاعدة العجلات بما يصل إلى 600 ملم.
وعند السرعات المنخفضة، فإن زاوية التوجيه للمحور الخلفي تكون في عكس اتجاه عجلة العجلات الأمامية، بينما تتحرك العجلات الخلفية في السرعات العالية في نفس اتجاه العجلات الامامية.
ويعمل نظام التعليق الهوائي التكيفي على ضبط ارتفاع السيارة ، وارتفاعه على الطرق الوعرة وخفضه للسرعات العالية، وتعم الفخامة على التصميم الداخلي بمقاعد رياضية ومقود ثلاثي ولوحة قيادة إلكترونية تحتوي على شاشة فعالة يمكن التحكم في المعلومات المعروضة عليها بالإضافة إلى شاشة وسطية تعمل باللمس لنظام الملاحة وضبط أنظمة الموسيقى والراديو.
وجاء اتصميمها مثل قمرة الطائرة النفاثة خصوصا فيما يتعلق بمفتاح بداية التشغيل الأحمر، ويحتوي المقود على نظام تعليق خاص به حتى يلغي الذبذبة في يد السائق لدى خوض المناطق الوعرة؛ ويمكن التحكم من على المقود في الكثير من الوظائف منها نظم الملاحة والملتيميديا والهاتف وضبط وظائف التشغيل.
وتقول الشركة إنها تتيح جلوسا مريحا إلى ثلاثة أشخاص في المقاعد الخلفية يحصل جميعهم على تحريك كهربائي لزوايا المقاعد وتدفئة كهربائية مثل المقاعد الأمامية؛ وتتيح الشركة إمكانية تركيب مقاعد الأطفال بتقنية "إيزوفكس" في المقاعد الخلفية للتأكيد على أنها سيارة تصلح للاستخدام اليومي، ويمكن إضافة المساج والتبريد للمقاعد الأمامية كخيار.
وستظل أوروس معيارا للإنجاز السوبر في القطاع لبعض الوقت حتى تظهر مواصفات سيارات فاخرة أخرى في القطاع مثل كولينان من رولزرويس و"دي بي إكس" من أستون مارتن.
وتقول الشركة "إنها توفر قيادة سلسة داخل المدن وراحة في الرحلات بعيدة المدى وقيادة مثيرة على المضمار، وهي سيارة مزدوجة الشخصية على حد قول الشركة بين الإنجاز الرياضي المتفوق والسعة العملية العائلية"، ومثلما هي العادة في أسماء سيارات لامبورغيني فإن اسم أوروس مستعار من اسم تاريخي للثور الإسباني يشير إلى سلالة غير مستأنسة كبيرة الحجم.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها شركة لامبورغيني محركا مشحونا توربينيا من أجل توليد عزم دوران شديد على سرعات بطيئة مناسبة للقيادة الوعرية، وفي حالات التشغيل البطيء يتم تعطيل نصف أسطوانات المحرك والاعتماد على أربع أسطوانات فقط، ويدفع المحرك العجلات الأربع مع توجيه عزم الدوران إلى العجلات الأكثر تشبثا بسطح الأرض. وتستعير السيارة نظام توجيه العجلات الخلفية من أجل مزيد من التحكم من السيارة أفينتادور إس، ويقوم النظام بتغيير زوايا العجلات الخلفية أثناء الانحراف بالسيارة من أجل تعزيز سلامتها واستقرارها.
وتستعير أوروس تصميمها الخارجي من سيارات الشركة الرياضية بالإضافة إلى سيارة رباعية كانت قد أنتجتها من 31 عاما اسمها «إل إم 002» وتعتمد فيها على أسلوب تقسيم التصميم إلى جزأين للجسم وجزء للنوافذ، وهي تشبه الكوبية في خطوطها الجانبية وتعتمد على الشكل الخماسي في فتحات التبريد الخارجية ومنافذ تكييف الهواء وشكل الشاشات الداخلية وتصميم العجلات.
وتستخدم أكبر حجم عجلات في القطاع "23 بوصة" وتعتمد على إضاءة من نوع دايودي "إل إي دي" مصمم على شكل (Y) عرضية، وبذلت الشركة جهدا ملحوظا في محاولات تخفيض وزن السيارة البالغ 2200 كيلوغرام عن طريق استخدام الألومنيوم والمواد الجديدة التي تجمع بين الصلابة وخفة الوزن وتوفير الأمان لركاب السيارة، بالإضافة إلى خفض بث العادم، وتصنع الأبواب من الألومنيوم، وهي بلا حواف عليا، وكذلك هياكل المقاعد.
وتعتمد أوروس على نظام تعليق بضغط الهواء يسهم في رفع هيكل السيارة عن سطح الأرض أثناء القيادة الوعرية. كما تضم أحدث تقنيات التواصل والتحكم الصوتي في الوظائف وشحن الهواتف الجوالة لاسلكيا، ويمكن إضافة الاستقبال التلفزيوني والراديو الرقمي وعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية. ويمكن أيضا اختيار نظام موسيقى متفوق من "بانغ آند أولفسون" بقوة 1700 واط يحتوي على 21 سماعة ويوفر صوتا ثلاثي الإبعاد، وهي تحتوي على الكثير من أدوات الأمان ومساعدة السائق ولكن تختفي منها عناصر القيادة الذاتية كما لا تتاح لها أنظمة هايبرد.
ويمكن اعتبار أوروس ثالث سيارة في القطاع الرباعي الرياضي الفاخر بعد طرازي بورشه كايين توربو وبنتلي بنتايغا. وسوف يضاف إلى هذه المجموعة طراز "كولينان" من رولز رويس في عام 2018 الذي يجمع بين الإنجاز والفخامة.
ويعتبر القطاع الرباعي الرياضي الآن من أعلى القطاعات نموا في الأسواق وتتنافس معظم الشركات على الدخول فيه. وهو ليس قطاعا جديدا فهو يعود في جذوره إلى نهاية التسعينيات وحققت فيه شركات مثل تويوتا وبي إم دبليو ونيسان وبورشه إنجازات انعكست على مبيعاتها الضخمة من سيارات هذا القطاع.
وتدخل لامبورغيني هذا القطاع متأخرة بعض الشيء ولكنها ليست آخر الشركات فيه. فبعد رولز رويس سوف تدخل شركة أستون مارتن هذا القطاع بطراز دي بي إكس في عام 2020 وقد تتبعها شركات أخرى. وتأمل شركة لامبورغيني مضاعفة إنتاجها بالسيارة أوروس إلى 7000 سيارة.
وتقول الشركة "إنها تحاول تأسيس شريحة فاخرة جديدة في القطاع الرباعي الرياضي تقدم من خلالها لزبائنها قمة القوة والإنجاز وديناميكية القيادة والتصميم المتفوق والفخامة مع إمكانية الاستخدام اليومي للسيارة".