معبد أبو سمبل

استطاع مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة أن يجلب فيلم ثامن العجائب إلى الأضواء من جديد، وذلك من خلال قسم العروض الخاصة ضمن دورته الـ 17 التي تُقام في الفترة من 3 وحتى 8 يونيو 2014.
ويُعد ثامن العجائب واحدًا من أهم الأفلام في تاريخ السينما التسجيلية المصرية، ويسجل ملحمة نقل معبدي أبو سمبل أثناء إنشاء السد العالي بأسوان، والذي أخرجه الكندي جون فيني في 4 سنوات، وشارك به الفنان المصري حسين بيكار من خلال مجموعة لوحات تحكي تاريخ المعبد على مدى 3500 سنة قبل بدء عملية نقله.
وعن الجهود المبذولة للعثور على نسخة الفيلم، يقول محمد حفظي مدير المهرجان “بفضل وزارة الثقافة المصرية، وأرشيف السينما النيوزيلندية، استطعنا أن نسترجع نسخة رقمية من آخر شريط سينمائي للفيلم العظيم الذي قام بإخراجه المصور والمخرج الكندي جون فيني، والذي ترشح مرتين لجائزة الأوسكار”.
الفيلم تم عرضه في مهرجان برلين للأفلام التسجيلية عام 1973، ثم اختفت نسخه من أرشيف الأفلام التسجيلية المصرية، بينما قام جون فيني بإهداء نسخة الفيلم الوحيدة الباقية لـأرشيف السينما النيوزيلندية قبل وفاته عام 2006.
أضاف حفظي : ”وبفضل أحد الشباب المعجبين بفنون حسين بيكار، وهو كريم علاء، تمكنا من الوصول إلى أرشيف السينما النيوزيلندية الذي قام بالإشراف على نسخ شريط الفيلم رقمياً ثم إرساله إلينا من أجل عرضه بالمهرجان.” .
وقد تم تكليف فيني بإخراج الفيلم من خلال ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق، والذي خاض وقتها حملة من أجل الحفاظ على آثار النوبة من الغرق أثناء إنشاء السد، وتم إنتاج الفيلم تحت إشراف الفنان حسن فؤاد رئيس قطاع السينما التسجيلية في ذلك الوقت، واشترك بيكار مع فيني في كتابة السيناريو، وجاءت الموسيقى التصويرية معزوفة لموسيقار إيطالي مستوحاة من همهمات فرعونية قام بيكار بأدائها عزفاً على الطنبور.
ويعتبر الفيلم أحد أهم وأضخم الأعمال الفنية في تاريخ الفنون الجميلة المصرية، فمن خلال لوحات حسين بيكار المستخدمة بالفيلم، يتم عرض قصة معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل، حيث قام بيكار برسم اللوحات التوضيحية الملونة طبقاً للمعلومات التاريخية والهندسية عن هذا العمل المعماري العظيم، واستغرق في رسم هذه اللوحات أكثر من عامين زار خلالهما النوبة ومدينة طيبة العظيمة، وتنقل بينهما في مركب نيلي.
ويُعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1988 وأشرف على تنظيمها المركز القومي للسينما، ليستمر بعدها كواحد من ثلاثة مهرجانات سينمائية تنظمها وزارة الثقافة المصرية.