الكويت - أ ش أ
اختتمت ندوة "المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر" اليوم الثلاثاء فعالياتها المقامة ضمن مهرجان القرين الثقافي بجلستي عمل تطرقت الاولى الى ابداع الشباب السردي في الكويت والثانية الى المداخلات العامة حول محاور الندوة.
وعقب الجلستين التقى الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام الكويتي بالمشاركين في الندوة.
وقال الناقد والصحافي شريف صالح في بحث في الجلسة الاولى ان الرواية الكويتية تاسست على يد الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل "فهو من أرسى قواعدها وأسس بنيانها وبلور ثيماتها" مضيفا انه ليس أسهل من عقد المقارنة بين ما أنجزه وما قدمته أجيال تالية له سواء على مستوى الخطاب الأيديولوجي أو التشكيل الجمالي .
وعرض صالح تحليلا نموذجيا من مدونة السرد الكويتي لكاتبين ينتميان إلى جيل الشباب هما رواية (ساق البامبو) لسعود السنعوسي و(حذاء أسود على الرصيف) لباسمة العنزي مضيفا ان الروايتين هما أول روايتين لشابين كويتيين تحصلان على تقدير عربي لافت.
وافاد بان رواية السنعوسي كانت أول رواية كويتية تفوز بجائزة (بوكر) العربية ورواية العنزي كانت أول رواية كويتية تفوز بجائزة (الشارقة للابداع ) كما حظي العملان باهتمام واسع على مستوى النشر والمقروئية.
وذكر ان دراسات الآخر في السرد العربي ارتكزت على منهج النقد الثقافي المتعلق بمفاهيم وقضايا حول القوة والاستعمار والسياسة وخطاب الكولونيالية مبينا ان هذا المنهج يتخذ من السرد الأدبي وثيقة للتحليل الثقافي والأيديولوجي في الأساس وليس للتحليل النصي والجمالي بمعنى أنه يتوسل الأدب لقراءة ما هو خارج الأدب.
من جانبه قال الكاتب والناقد فهد الهندال في بحث عنوانه (صورة المجتمع في الوعي الروائي.. العيسى والحمادي نموذجان) ان من أهم أسباب رواج الرواية قدرتها على فنية انقلاب الأوضاع الفكرية في الحياة ورصدها لتحول زمني يتفرع منه تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية بحثا وتنقيبا عن خفايا الزوايا في مجتمعاتنا الإنسانية.
وذكر الهندال ان الرواية الكويتية شهدت في الالفية الثالثة تطور وحضورا مكثفا لها متجاورا بين الاجيال الروائية مما شكل ازدحاما ملحوظا في تعدد العوالم الروائية عند كتاب الرواية.
وقدم دراسة لرواية بثينة العيسى (كبرت ونسيت ان انسى) ورواية عبدالوهاب الحمادي (لاتقصص رؤياك) كتجربتيين روائيتيين تمثلان نموذجين ضمن المشهد الروائي للكاتب الكويتي الشاب وتبينان مدى الوعي السردي لديه.
وأشاد المشاركون في الجلسة الختامية للندوة بابداعات الكتاب والادباء العرب معربين عن الامل بان يلقى الكاتب العربي العناية الكافية حتى يصل الى الاخر وان يحظى بمتابعة قطاعات مجتمعية مستهدفة.
ونوهوا بموضوع ومحاور الندوة الجادة التي ربما لا تتوفر في ندوات عربية أخرى مقترحين تحديد محاور الأبحاث بشكل أكثر تحديدا والا تترك في اطارها العام حتى يتم تحقيق الهدف المنشود منها.
وأكدوا أهمية دور مهرجان القرين الثقافي باعتباره ملتقى التفاعل الفكري الحر لافتين إلى اهتمام الباحثين المشاركين في الندوة بالتيمة النمطية من دون التطرق الى التقنيات اللغوية وتتبع المنتج العربي الذي يتقاطع فيه مع صورة الآخر.
من جهته قال منسق الندوة الدكتور محمد الرميحي في ختام الجلسة ان ما عرض في الندوة هو مجرد رؤية خاصة ولا أحد يدعي أنه حصر الصورة النمطية كاملة لافتا إلى أدب نجيب محفوظ الذي أوصله للعالمية وبالقياس فان كل عمل ثقافي جاد سيصل إلى الآخر من دون عناء.
يذكر أن الندوة التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب على مدار ثلاثة ايام ضمن فعاليات مهرجان القرين ال21 شارك فيها مثقفون ومفكرون وادباء من جميع انحاء الوطن العربي.