القاهرة ـ مصر اليوم
لم يدون الصابئة المندائيون تاريخهم، ولم يفسروا فكرهم، وانغلقوا على أنفسهم عبر مراحل طويلة من الزمن، ومع ذلك تعرضوا لحملات من المجازر والاضطهاد والتشريد، مما جعلهم أقواما مهاجرة تطلب الأمان والمحافظة على حياتهم ودينهم، وهناك فترات لا تقاس بعمر الزمن استقروا فيها فأبدعوا في مجالات الصناعة والعلم والأدب.
ويؤكد د. بشير عبدالواحد يوسف في كتاب "الصابئة المندائيون بين الإنصاف والإجحاف" والصادر حديثا عن "مؤسسة شمس للنشر والإعلام" بالقاهرة، أن هؤلاء القوم لم ينقلوا في ما مضى تعاليم كتبهم الدينية من اللغة الأرامية المندائية إلى اللغة العربية واللغات الحية الأخرى، وتكتم رجال الدين على هذه الكتب وأخفوها عن العامة والخاصة، رغم أنهم يعلمون أنهم غرس التوحيد الأول، وأنهم أهل الفكر والمعرفة والإيمان!
ويضيف أن الكثير من المؤرخين والباحثين وخاصة الأوائل نقل بعضهم عن بعض، فمنهم من أصاب ومن من خاب.. من نقل من الصحيح فهو منصف، ومن نقل من الضعيف فهو مجحف.
وفي العصر الحديث قامت نخبة من أبناء الصابئة المندائيين بترجمة عدد من الكتب المندائية، وفي مقدمتها "الكنز العظيم" وتعاليم النبي يحيى بن زكريا "يوحنا المعمدان"، أو كما يسمونه هم "يهيا يهانا"، وقد سبقهم بعض المستشرقين بالترجمة إلى لغات حية أخرى، وأصبح ميسورا على الباحثين الآن أن يطلعوا على أسفار هؤلاء القوم، ليكتبوا بصدق وأمانة ودقة.
قد يهمك أيضاً :
الهيئة العامة للكتاب تصدر "وصف مصر" بمناسبة اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب
"أما بعد" رواية لمصفى بيومي تقتفي أثر شخصيات نجيب محفوظ