القاهرة ـ مصر اليوم
يصدر قريبا عن مؤسسة بيت الحكمة الترجمة العربية لكتاب "علم الجمال الإيكولوجي في الصين –النشأة والحاضر"، من تأليف تشانغ هوا أستاذ الأدب المقارن بجامعة بكين للغات، ومن ترجمة إيمان سعيد ود. يحيى مختار؛ وهو أحد أهم الأعمال المتعلقة بالنقد والدراسات الأدبية؛ ويشارك ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020.
يتعرض الكتاب لعلم الجمال من الناحية الايكولوجية بوصفة توجها حديثا من توجهات علم النقد الأدبي عالميا بشكل عام وفي الصين بشكل خاص. وهو ثمرة دراسات وأبحاث البروفيسور تشانغ هوا أستاذ الأدب العالمي والمقارن بجامعة بكين للغات الثقافة، وعميد معهد الدراسات الصينية بجامعة شانسي للمعلمين بجمهورية الصين الشعبية، والمتخصص في الفلسفة ومقارنة الأديان والبحث بين الثقافات والآداب المختلفة، ويعد بمثابة إسهام هام لتقديم المفاهيم والأفكار الإيكولوجية، والدعوة إلى الوعي الإيكولوجي والروح الإيكولوجية، وبناء نظام الفن الأدبي والجمال الإيكولوجي، والمشاركة بإيجابية في حملات الحفاظ على البيئة.
ينقسم الكتاب هيكليًا إلى ثلاثة أجزاء؛ هم (صوت الأرض)، و(انشودة الأرض)، و(حلم الأرض)، الجزء الأول (صوت الأرض) يقدم وصفا للأزمة الإيكولوجية الناجمة عن الأزمة الثقافية والروحية في عصرنا الحالي، ويصف أيضًا صوت أنين الأرض بسبب هذه الأزمة، وهو السبب المباشر لتأسيس علم الجمال الإيكولوجي، ويوضح الجذور أيديولوجية العميقة لهذه الظواهر، وهي ما يعرف بأزمة الحداثة في الغرب، ويوجز هذا الجزء ردود الفعل المختلفة في الأوساط الأيديولوجية تجاه هذه الأزمة ومن منظور النقد الجمالي والثقافي، والغرض من ذلك هو دراسة السياق العصري والأيديولوجي الذي تحدث فيه الأفكار الجمالية الإيكولوجية. أما الجزء الثاني من الكتاب فكان بعنوان (انشودة الأرض)؛ إذ أثار أنين الأرض ونحيبها وعي الإنسان وأيقظ ضميره في جميع الجوانب، ومن ثم تضافرت جهود العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية معًا لإنقاذ الطبيعة من التدهور، وتجنب ارتباك الفكر البشري وفقدان الروح الإنسانية. كما أصبح الوعي الإيكولوجي أكثر شيوعًا بين الناس، وحظي التفكير الإيكولوجي باهتمام متزايد، كما أن تأسيس الجماليات الإيكولوجية والتخصصات الإيكولوجية الأخرى قد بث الأمل في نفس الأرض وبعث الفرحة فيها. وتمثل هذا التغيير في توضيح تأثير الجماليات الإيكولوجية على إنتاج الجماليات الصينية بشكل منهجي، ويتمثل أيضًا في دراسة وضع التفاعل المتبادل بين الجماليات الإيكولوجية والعالم الذي تشكل سريعًا في الاوساط النظرية الصينية، واستجابة هذه الأوساط النظرية ومساهماتها، وكذلك اتجاه الجماليات الإيكولوجية ذات الخصائص الصينية والطابع الصيني تجاه العالم، وتأثيرها على الجماليات العالمية. يبحث هذه الجزء أيضًا في العلاقة الوثيقة بين علم الجمال وعلم الجمال الإيكولوجي وغيرها من العلوم الإنسانية والاجتماعية الإيكولوجية، ويبحث أيضًا في الأساس الفلسفي لعلم الجمال الإيكولوجي، ويتجه تدريجيًّا نحو الدراسات النظرية لتطور علم الجمال الإيكولوجي نفسه، من أجل التمهيد والانتقال إلى الجزء الثالث من هذا الكتاب، وهو الاتجاه إلى دراسة الجماليات، باعتبارها إعدادًا نظريًا وأساسًا منطقيًا. الجزء الثالث من الكتاب بعنوان (حلم الأرض)؛ إذ تعبر الأرض عن آمالها وتطلعاتها وما تتوق إليه مستقبلًا. ومع أن البشر قد بذلوا جهودًا ومساهمات عظيمة في الترويج للمفاهيم الإيكولوجية والدعوة إلى الوعي الإيكولوجي والأفكار الإيكولوجية الرائدة، إلا أن البحوث الجمالية وتأسيسها ما هي إلا مجرد بداية. فمن الضروري أيضًا أن يتعمق الباحثين في الجماليات في تفاصيل الفن الأدبي والظواهر الثقافية الأخرى، مثل دراسة الهيكل النفسي الإيكولوجي للبشر والإيكولوجيا ودراسة البيئة الإيكولوجية للعالم الافتراضي الحديث، وذلك بالإضافة إلى إجراء البحوث حول تأثير علم الجمال الإيكولوجي والتخصصات الأخرى، وإجراء الدراسات حول العلاقة بين علم الإيكولوجيا والأدب، والبحث في الوعي الإيكولوجي للأعمال الأدبية السابقة، وهذا يعتبر رابطًا مهمًا ومضمونًا حقيقًيا لعلم الجمال في البحث في الجماليات الإيكولوجية.
وقد يهمك أيضًا: