القاهرة ـ ا ش ا
يصدر قريبا عن دار "العربي" للنشر والتوزيع كتاب "محمد صلاح.. حكاية بطل"، ضمن سلسلة "كتب مختلفة"، وهو من تأليف عماد أنور، المحرر الرياضي بمجلة "الأهرام العربي".
يواكب الكتاب استعداد منتخب مصر الأول للمشاركة في مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنطلق في روسيا الشهر المقبل، ويدعو ملايين المصريين والعرب أن يمن الله على نجم "ليفربول" محمد صلاح بالشفاء بعد إصابته خلال مباراة نهائي دوري الأبطال الأوروبي أمام فريق "ريال مدريد"، ليتمكن من قيادة المنتخب المصري لعبور الدور الأول في تلك البطولة العالمية.
يتحدث الكتاب عن كرة القدم؛ الساحرة التي تجذب عشاقها.. النداهة التي يتتبع المهاويس خط سيرها إلى حيث لا يدرون؛ لكنها إذا ما وقعت في غرام أحد، قادته إلى عالم المجد، والغريب أن يقع اختيارها دائما على الفقراء.
لماذا تحب كرة القدم الفقراء، ولماذا هم فقط من يحتلون النصيب الأكبر بين النجوم؟ البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، وهما أفضل من لمس كرة القدم عبر تاريخها.. البرتغالي رونالدو وغريمه الأرجنتيني ميسي، وكذلك النجم المصري محمد صلاح.. وجميعهم من أبناء طبقات فقيرة.
هؤلاء نجوم يعرفهم القاصي والداني، من يهتم بكرة القدم أم لا، ذاع صيتهم وأصبحوا ملء السمع والأبصار، حتى من اعتزل وغادر المستطيل الأخضر، تبقى أهدافه ولمساته الساحرة في الذاكرة، ولعل مجانين الكرة من الجماهير يدعون ليلا ونهارا لمخترعي "الإنترنت"، فقد بات بإمكانهم استدعاء أهداف سحرة كرة القدم عبر موقع "يوتيوب".
يختبئ سر تلك العلاقة بين كرة القدم والفقراء تحت "أسفلت" الشوارع، هو مس شيطاني يخرج فقط لمن لامست قدماه هذا الأسفلت «حافيتين».. وقد لا يملك صاحب هاتين القدمين ثمن الحذاء وربما اضطر لخلعه حفاظا عليه من التلف أو خوفا من توبيخ والده الذى لا يملك ثمن حذاء جديد.
كرة القدم هي العروس التي تختار عريسها، وبرغم أننا مع الألفية الثالثة ودخول كرة القدم عالم الاستثمار بملايين بل مليارات الدولارات، فإن تلك الكرة الجلدية هي وحدها من تمنح صك "الحرفنة" والنجومية.
لكن كرة الشوارع لا مكان فيها للأغنياء، وهو دستور لا يعرفه إلا أبناء المناطق الشعبية أو الريفية المتواضعة، من يخوضون في طفولتهم مباريات ساخنة ممتعة مليئة بالمهارة والتحدي، "عيال حريفة من صغرها"، هكذا يوصفون.