جدة ـ وكالات
جهد واضح ومتميز قام به الكاتب السعودي عبد الكريم العمري في مقاربته التأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة، ولعل هذه الدراسة "صراع الجبر والاختيار - مقاربة تأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة" هي الأكثر تميزا بفردها كل هذه المساحة المستقلة للرمز في شعر حمزة شحاتة. وقال الكاتب في مقدمته: يجد الناظر في الحركة الأدبية المعاصرة أن حمزة شحاتة (1328/1908- 1391ﻫ /1972) يمثل؛ وقد تنوع إنتاجه الأدبي بين الشعر والمقالة والمحاضرة والرؤى النقدية والرسائل والشذرات النثرية- نموذجًا يشهد على التحول الإيجابي المنعكس عن المشهد الثقافي السعودي في مرحلة مبكرة من مراحل تشكله، وليست الشهادة لوفرة كمية يتسم بها ذلك الإنتاج؛ وإنما لميزات نوعية يشهد لها النـزوع الواضح إلى طرافة الرؤية وجدَّة الأداة في سبيل الإصلاح والسعي إلى نهوض اجتماعي يبني الجسر بين الواقع والواجب. وأوضح أن شعر حمزة شحاتة إذ يستمد أهمية من انشغاله بالهم الإصلاحي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته التاريخية، فتجربته الشعرية تشير بوضوح إلى الجدل الفعال بين التراث وروح العصر، وتنطوي على تميز أسلوبي رؤيوي يعد الرمز أحد مظاهره التي تسترعي الاهتمام؛ لما ينطوي عليه في ذاته من حيث هو لغة لها بنيتها الخاصة، ودلالتها التي تتطلَّب الكشف، ولما يعلقه عليه الشاعر من أهمية تستدعي فهمه، وتحقيق التواصل لإحراز غاية تنويرية تسمو بالواقع: - متـى يعي مدعي الإدراك غايته ** وغـايتي مـن إشـاراتي وتلويحي - أرامز في قولي فيخطئ صاحبي ** مرادي، فأستخذي ويغمرني الحزن على أن المطلع على مقاربات شعر حمزة شحاتة لا يجد تقصيا في دراسة الرمز رغم أنه منعقد للاختلاف فيما بين الدارسين، اختلاف تنوع من حيث التأويل وبناء المعنى،واختلاف تضاد من حيث حكم القيمة الفنية. ودارس شعر حمزة شحاتة لا ينفك عن مواجهة قضيتين: الأولى: اختلال المصادر، ومصدر شعره المتاح الديوانُ الصادر بعد وفاته بسبع عشرة سنة، وتسري في الأوساط الأدبية مقولات عن نقص يخل بهذا المصدر، وسيجد المنقب خلف هذا النقص تأكيدًا على ذلك يصل بالنقص إلى أن المنشور من شعر حمزة شحاتة في الديوان لا يعادل إلا ثلث شعره، ولكن العثور على الوثائق التي تمنح هذا التأكيد صبغة منهجية أمر لم يتح للدارس؛ لأسباب يتحرز عن كشفها مدعو حيازة تلك الوثائق تعزى غالبًا إلى الشأن السياسي، وهذا المصدر بصفته مدونة في مواجهة القراءة ليس نصًّا كاملا؛ "لأن كمال النص يكمن في رضا صاحبه عنه بالإذن بتبييضه، أو الإذن بنشره، أو الإقدام على قراءته"، وشيء من هذا لم يتوفر لهذه المدونة، على ما في إخراجها من الأخطاء المنهجية التي تصل حد التصرف في النصوص، تحريفا وإضافة وحذفا وتضليلا بالشرح المعجمي الخاطئ، وهذا ملحظ لا يخطئه فاحص المدونة أشارت إليه بعض الدراسات، وقد كانت الاستفادة من نتائج تلك الدراسات مع معارضة نصوص المصدر بما أمكن توفيره من نقول أخرى لشعر حمزة شحاتة في دراسات سابقة، إضافة إلى تجاوز هوامش الشارح إلى مظان بناء الدلالة، وتوسم القارئ- وسائلَ هادفةً لرتق هذا النقص. والأخرى: الغموض التاريخي الذي يحوط شخصية الشاعر؛ لقصور مصادر ترجمته عن تقديم أجوبة حاسمة لبعض القضايا التي تدفع إلى تبصُّرها النصوص، على أن المدوَّن من سيرة الشاعر أفضى إلى بروز تأريخ شفاهي لا تتوفر له صياغة توثيق منهجي، يضطلع بتفسيرات شتى لما سكت عنه المدون، ولا تغيب عن هذا التأريخ بشكليه فتنة الاستقبال التي فرضتها على معاصريه قوة الحضور الشخصي التي كان يمتاز بها الشاعر، وقد تسللت هذه الفتنة إلى قرائه الذين لم يطلعوا على الكثير من أدبه، وإلى بعض الدراسات التي قاربت أدبه، فأثرت في منهجية تناولها وموضوعية نتائجها. والقضيتان – كلتاهما- تتركان أثرًا يحد من القيمة الموضوعية المرجوة في الدرس العلمي، فبينا تشكل القضية الأولى معضلة تستدعي ابتكار الحلول، والسعي وراء مظان دفع هذا الخلل، يمكن أن تعد القضية الأخرى هامشية عند من لا يعير خارج النص كبير اهتمام، ومن مجموع القضيتين يمكن القول إن المدونة الشحاتية نص لم يكتمل، وعلى القارئ عبء تحريره وتأويله، فهو أشبه بالنسخة الأولى التي تستلزم معاودة كاتبها لما كتب تعديلا وتبديلا وإضافة وتزويرا، وعلى القارئ أن يقوم بذلك في مواجهة نصوص بعينها، وإذا كانت المدونة الشحاتية بهذه الصفة تتيح للمؤول حرية أكبر في اجتراح تآويل قد لا تتيحها المدونة المبيضة فإنها تشترط قارئا تفاعليا قادرا على الوفاء بشرطي تحرير المدون وتأويله. ولم تسبق دراسة مستقلة للرمز في شعر حمزة شحاتة، وإنما كانت مناقشته ترد عرضا في الدراسات الأدبية التي كانت تنشغل بقضايا لا يشكل الرمز أولوية بينها، وسبر هذه الدراسات أملى استعراضها من وجهتين: الأولى: سيرورة الفِكَر خلالها حول رمزية شعر حمزة شحاتة، وأول دراسة عرضت للرمز: (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) ، بتحليلها نماذج من شعره بعضها لم يرد في الديوان ضمن تقرير رمزية خاصة بأدب الجزيرة المصاب بالعقد والمركبات النفسية نتيجة كبت يعانيه الشعراء، وفي تأويلها لرموز حمزة شحاتة تلمح إلى غاية الحجب والإغماض الدافعة للترميز، وتصف رمزية الشاعر بالعموم لا الذاتية لأنها تشير إلى معنى عام وفكرة وطنية، وسرت بعض أفكار هذه الدراسة في دراسات بعدها على سبيل الإحالة المحايدة، أو البناء عليها لإصدار حكم قيمة فني، ودراسة (الخطيئة والتكفير) أبرز نموذج لذلك حين حاكمت الرمز في عدد من القصائد بالدافع إليه، ومادام الدافع اجتماعيًّا غير فني فإنه مجرد غطاء اضطراري لتمرير القصيدة إلى النشر، وعليه فإن تلك القصائد ليست من الشعر وهي نظم يمثل كبوة الجواد في شعر حمزة شحاتة، وفي فلك دراستي: (التيارات الأدبية، الخطيئة والتكفير) دارت رسالة الماجستير (أدب حمزة شحاتة- دراسة تحليلية) في بحثها الرمز تقنية أسلوبية، باستعراض سريع يصدر حكما على قيمته الفنية، وتصنيف ينسبه إلى الرومانسية، وتعليق يسير على بعض نماذجه اللغوية والأسطورية. والأخرى: قراءة الرمز في شعر حمزة شحاتة بأثر من مقولة تتبنَّاها الدراسة، وأهم المقولات أربع: أولاها: المقولة الابتداعية: وتعنى بتحديث الشعر السعودي موضوعيا وفنيا، ومن الشواهد المؤكدة للظواهر الفنية لهذه المقولة الرمز في شعر حمزة شحاتة، ورسالة الماجستير (الاتجاه الابتداعي في الشعر السعودي الحديث) تتخذ من قصيدة (التاريخ..بلغة الأساطير) نموذجا لتوظيف الرمز في الشعر التفعيلي، وتحللها مقترحة تأويلا يختلف عن التأويل الذي توصلت إليه الدراسة الحالية. الثانية: المقولة السجالية: وترد في سياق استقبال دراسة (الخطيئة والتكفير)، حيث تتبنى الدراسات أحكاما مضادة تجاه شعر حمزة شحاتة لتتوسل بها إلى نقض الرؤية أو التطبيق في دراسة (الخطيئة والتكفير) ، ومن ذلك أن شعره خال من الأبعاد الرمزية والدلالات الإيحائية، ودراسة (نقاد الحداثة) نموذج مثالي لهذه المقولة وتنطلق من المصادرة التالية: إن شعر حمزة شحاتة مسطح لا يعكس فلسفة ولا موقفا، ورغم اعترافها برمزية نفسية يؤكدها المعجم الشعري عبر تكرار بعض المفردات، فإن مما يمثل التسطيح رمز الليل في شعره لقصور أبعاده الدلالية، كما تمثله الأسطورة التي بقيت رمزًا متسما بالتوظيف الخارجي لا يثير بعدًا تاريخيًّا ولا يقدم رؤية ذاتية؛ وما ذلك إلا لأن الشاعر لم ينشغل بتطوير أدواته الفنية. الثالثة: المقولة الكلية: وتعنى باندياح الخطاب الإبداعي إلى منظور إنساني شامل غير مشروط بشخص معين أو مرتهن بظرف نتيجة امتزاج الفن بالفلسفة في خطاب حمزة شحاتة، ودراسة (مثالية الشاعر الفيلسوف) تجرد معظم الإشارات التاريخية والأسطورية من فنية الرمز ولكنها تعترف بحملها دلالة إشارية على بعد إنساني شمولي، وتحت مفردة "بحر المعنى..الرمز والتجريد" تلمح التميز الدلالي الذي تحوزه بعض المفردات ذات الطابع التكراري في شعره، وتشير إلى رمزية موضوعية نموذجها قصيدتا: (الربيع، الطريق) ، تهدف عبر دلالاتها الإنسانية إلى وجود أعلى يتخطى الخاص والموقوت إلى كوني خالد. الأخيرة: المقولة النصية: المعنية بالأسطورة تحديدًا من خلال تحولات الخطاب ورصد العلاقة بين النص والنص الموازي ونصوص مستدعاة بالتناص، وتمثلها دراسة (استدعاء الأسطورة وتحولات الخطاب في قصيدة أبيس) بارتكاز قراءتها على أدوات إجرائية تغذو رمزية القصيدة الميثيولوجية بدلالات مبتكرة، وإن كانت في منهجها غير منشغلة بشكل مباشر بتوظيف أسطورة (أبيس) رمزًا . ولما كانت الدراسات المشار إليها منشغلة عن استقصاء الرمز بأولويات تخصها، مختلفة في جهات تناولها، متفاوتة في أحكامها، قامت هذه الدراسة ببحث الرمز في شعر حمزة شحاتة، مرتكزة على مدخل يرسي أسس الدراسة النظرية، مستندة إلى محورين تأويليين تتفرع عنهما فصول الدراسة الخمسة وفق التتابع التالي: - المدخل: الرمز مفاهيم وتنزيل: يهتم الشق الأول من المدخل بتتبع المفاهيم النظرية للرمز من خلال إحالات المعجم التأثيلية للمفهوم على حقول البيان والأصول والعرفان، ثم يستعرض مفاهيم الرمز عند بعض الفلاسفة وعلماء النفس واللسانيين، وعند أتباع المذهبين الرومانسي والرمزي، كما يشير إلى مفاهيم الرمز في بعض الدراسات الأدبية العربية الحديثة. أما الشق الآخر فيعالج من وجهة تركيبية تركز على مدى فاعلية المفهوم الإجرائية التعالقَ والتفارق الناجزين عن تقاطع تلك المفاهيم في جهات محددة ثم تباعدها لغايات يستهدفها كل مفهوم. - المحور الأول: الرمز ودلالات المصدر: وفصول هذا المحور الثلاثة تدرس الدلالة الرمزية من جهة تأثيلية ترصد العلاقة بين مصدر الرمز الأولي وتبلوره في الكيان الشعري، وهي مبنية على النسبة إلى مصدر الرمز الذي تنوع بين ثلاث جهات: أولها التاريخ، وثانيها الأسطورة، وثالثها الطبيعة، على النحو التالي: • الفصل الأول: الرمز التاريخي: يؤسس الدرس في هذا الفصل تصورا مركزيا لطبيعة العلاقة بين الشعر والتاريخ يسهم في رسم مقاصد كبرى للتأويل، وبعد حصر المادة التاريخية في الديوان حصرا تصنيفيا يعين على تحديد مسالك التأويل اللاحق تحدَّدُ مقومات إجراء رمزية تلك المادة من خلال تركيب نظري يستلهم معطيات تأويلية مأثورة ومحدثة، ثم تؤول تلك المادة تأويلا هادفا إلى كشف بعدها الرمزي وقياس فاعليته ضمن السياق الشعري، ثم يختم الفصل بتوصيف للتفاعل الجدلي بين دلالة الرمز التاريخي في الديوان ودلالة مرجعه ضمن المدون التاريخي، من خلال سياقين: سياق الموازاة، وسياق المغايرة. • الفصل الثاني: الرمز الأسطوري: يرسي الدرس في هذا الفصل تصورا مركزيا للعلاقة بين الشعر والأسطورة يسهم في تحديد منظورين أساسين للتأويل هما: التداخل والاستقلال، ومنظور التداخل بين الشعر والأسطورة يقوم على علاقات التشاكل بين متشابهين، أو بين أصل وفرع، أو بين متبادلي تأثير، أما منظور الاستقلال فيقوم على علاقات الاختلاف بين جنسين كان لإحلال أحدهما في الآخر دوافع فكرية وفنية، والدرس يعضد هذه الأسس النظرية بالإجراءات الموضحة لكل أصناف التعالق في المنظورين، وهو ما استدعى معالجة نقدية لقراءات سابقة للأسطورة في شعر حمزة شحاتة، ثم يتخذ الدرس منحى جماليا تأويليا للإحلال الشعري للأسطورة. • الفصل الثالث: الرمز الطبيعي: ينبني الدرس في هذا الفصل على مفهوم انفعالي للعلاقة بين الشعر والطبيعة، استنادا إلى تصورات نفسية وظاهراتية ومذهبية تتوسم أبعاد اتصال الشاعر بالطبيعة، وهذا المفهوم يستدعي رمز الليل نموذجا محوريا يجلي طبيعة هذه العلاقة، ولتلك النموذجية مرجحات تعود إلى طبيعة المراجع الدلالية الثلاثة لهذا الرمز: الغريزية، والثقافية، والنصية، أما مسالك التأويل فقد تحددت ضمن مقولتين: أولاهما: المواءمة، ومبناها موقف انفعالي مشاكل لليل يستند إلى البعد الوجداني في صورتين بسيطة ومركبة، والمناوأة، ومبناها موقف انفعالي منازع لليل تبرزه لحظة مقاومة الوعي. - المحور الثاني: الرمز وتحولات البنية: بني الفصلان الأخيران على رصد معالم التشكل اللغوي للرمز التي لم يستهدفها الدرس في الفصول الأول، وهي الصورة الشعرية، والمحور والسرد، على النحو التالي: • الفصل الأول: رمزية الصورة الشعرية: يقوم الدرس في هذا الفصل على بناء مفهوم يفصل الصورة عن الرمز ليبين تحول الصورة إلى رمز لاشتمالها على نموذج دال، والإجراء يوضح بإسهاب أبعاد المفهوم، من خلال تحديد الصورة الشعرية /الرمز وتحليل بناها اللغوية، وتتبع حركة النموذج خلالها، ثم بناء سياقها الرمزي، عبر مقولة سياقية ذات فاعلية كبرى في فتح الآفاق وبناء الدلالات، تسهم في تشييد أنساق دلالية توثق وشائج بين بنى الدلالة في الديوان، وتحل عقدا شائكة فيها. • الفصل الثاني: الرمزية المحورية والسردية: يحدد الدرس في هذا الفصل مسالك التأويل بناء على الوظيفة اللسانية للمحور والسرد، حيث تسهم الاستعارة والتجريد بوصفهما تقانتين أسلوبيتين مركبتين في بروز الوظيفة المحورية، كما يسهم أسلوب الحكي في بروز الوظيفة السـردية، والتفرع النظري للمحور والسرد معزز بقراءات تجلي الوظيفة الرمزية لهما. - خاتمة تستعرض أبرز نتائج الدراسة والدراسة في منهجها تعتمد نمذجة نظرية معضودة بالإجراء الدال على كفاءة النموذج، حيث يتخذ الدرس وجهة نظرية تبتدئ من النص وتعود إليه، ولأن للدراسة نزوعا مفهوميا بنيويا مداره الرمز في مدونة شعرية ذات خصائص وسمات وجيهة ومتميزة كما وكيفا فإنها تفرض مقاربة تستند إلى منظورات مركبة تقترح نموذجا تحليليا بناء على مفاهيم نظرية تستمد من الحقل المعرفي الملائم لطبيعة النص، والقضية محل النظر، ثم تعزز هذه المنظورات بإجراء يستهدف إثبات المفهوم الأساس للنموذج، ثم يؤكد ذلك المفهوم باندياحه خلف التفاصيل والجزئيات المكملة له، وهذه المنهجية تقوم على التحليل بغية التركيب وإعادة البناء، وأدواتها التحليلية مقصورة على ما يستدعيه الإجراء من حقول الدراسات اللسانية والنقدية والبلاغية والأسلوبية، وهذا القصر يحررها من عبودية المنهج الواحد، وينحو بمقاربتها النصية إلى تكامل في وصف بنية الرمز وتمثيلها للدلالة، وكل ذلك مشروط بخبرة دارس لم ينته إلى الرضى عن صنعته وسعيه الدائب لتطويرها، وما قدمه رأي استنبته في حدود ما تيسر له من الضوابط المنهجية غب رحلة سؤال واستكناه وبحث، ومادام الرأي مَعْقِد أخذ ورد فإنه السبيل إلى نماء المعرفة وتنوير العارف. يذكر أن الكتاب صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمَّان وجاء في 300 صفحة من القطع الكبير.