صدر مؤخرا٬ عن دار توبقال للنشر٬ ديوان جديد للشاعر المغربي المهدي أخريف اختار له عنوان "لا أحد اليوم ولا سبت". ويقع الديوان في 147 صفحة، تترصف مساحته 22 قصيدة، مع تذييل يضم أربع حواش٬ ذات نفس نثري حكائي٬ لا تخرج عن جسد القصيدة ككل. وأفرد المهدي أخريف لعنوان الديوان حاشية في آخر الكتاب يوضح فيها سبب اصطفائه وحكاية العثور عليه في العمل الشعري الأخير "عظمة لكلب القصيدة" للشاعر العراقي سركون بولص. ويستهل المتن الشعري بإهداء إلى عبد الواحد منتصر٬ ويرصع ظهر غلافه مقطع شعري منتخب من قصيدة "لاتتريث" (ص: 37): "وحين تذكرت قصائدي الأولى عولت على الريح ولاشيء سوى الريح فطرت على الريح إلى سنتياغو أملا في معجزة أو كارثة (حصلت من بعد) لتنقذني من ورطة نسياني أو ترديني.. وكذلك كان...". يحتكم ديوان "لا أحد اليوم ولا سبت" إلى هندسة في توزيع متنه الشعري٬ وإن بدت كمشة قصائده متفرقة ذات استقلالية، فهناك نسق يلحم فيما بينها٬ يخلق لها شكلا خاصا٬ يواشج بين أطرافها ضمن نص كلي متناغم. تتقاطع في الديوان الأشكال الحكائية والسردية والنثرية بالشعرية. وتتآلف الأساليب والتقنيات وتتماهى الظلال المعرفية والتراثية والحداثية. كما تنضح تجربته الانسانية بالاحتفاء الثري الذي يستحضر صداقة الكتاب والشعراء: نيكنو بارا، كاجنشيروا كيزاوا، غونزالو روخاس، مفدي، سيزار باييخو، منير بولعيش، كريم جوماري...الخ. ولا ينسى الشاعر المهدي أخريف أن يوغل بقارئه، في التماعاته والتقاطاته وإشارته في المتخيل والموروث الحضاري والثقافي للبحر الأبيض المتوسط، في شقه الاسباني واللاتيني. تجدر الاشارة الى أن الشاعر المغربي مهدي أخريف، الذي نال مؤخرا جائزة تشيكايا أوتامسي، له العديد من الإصدارات في الشعر والنثر، ومعروف بترجماته الفذة للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا وأوكتافيو باث، ولويس مونيوس وخوان خليمان.