دمشق ـ وكالات
- تطرح قصائد المجموعة الشعرية "حديث الروح" لغسان كامل ونوس قضايا فيها رؤيا لشاعر يعيش هم الشعب السوري وتآمر الآخرين عليه بأسلوب فلسفي بعيد عن المباشرة يرتبط بالطبيعة والبيئة من خلال الفاظ يحاول أن يملأها بما يحمله نزيفه من حب وألم كبيرين.ويخاطب الشاعر في مجموعته من فتح ضفاف جرحه وأودع فيه الألم ليكون أكثر انسانية وما هذا الجرح إلا انعكاسا لواقع بات مريرا وليس من السهولة أن يتحمله شاعر دون أن يعبر عما في داخله من أسى يقول في قصيدته نداء. ويقول ونوس "صوتي يحشرجه الأرق ونداؤك المنذور للنبض الفتي.. وللنضال اليعربي .. لا يسلم الشرف الرفيع .. ولا يفيد اللوم.. والندم الحزين.. ولا الظنون.. من بعد خلجات الغرق..".ويرى أن الشهادة قيمة عالية تشرف الوطن والإنسان وتجعل المجتمع كريما عزيزا فكتب قصيدته حديث الروح التي يخاطب فيها نفسه ويسقط عليها قيمة الشهيد ليظهر كيف يضحي هذا الكائن البشري الخارق بنفسه من أجل ألم الآخرين وتلبية للنداءات ومقاربة لنبض الثكالى معتمدا الإيحاء الدلالي في أسلوبه الشعري دون أن يقحم القصيدة بمشاكل السريالية أو يرهقها برمز غير مألوف.ويضيف "كأني شهيد.. شغوفا.. أطوف على خلجات النزيف أقارب نبض الثكالى.. حيارى النداءات في حشرجات السنين وأدنو من الجرح.. حاصره الموت والاقربون".ويشعر ونوس أن ثمة مأساة بدأت ترهق النفس وتجعل الإنسان السوري متعبا كأنه لا يدري ما يدور فيلف فكرته بمزيد من العاطفة وكثير من الدلالات حتى تحمل القصيدة وجوها متعددة وتدور في مدارات إبداعية مميزة.ويقول في قصيدته "كتاب مفتوح": "ماذا على الشفق الملفع بالخضب... لحقت صداها آهة.. وتخفف الخطو المسارع.. من جنون الفقد والبوح انسكب..".ويرى ونوس أن دمشق هي شهرزاد الزمان وبوح روحه الذي يفيض بالفرح والأمل، ويقول في قصيدة "شهرزاد الزمان": "أغص بما لا يطال.. وتعرج في الدرب نحو اللقاء الخوافي وتعثر في البوح روحي.. وأرشف نبض المآقي.. غبارا وملحا..". وتتميز قصائد ونوس يإيقاعات موسيقية متنوعة اختلفت من قصيدة إلى أخرى لتظهر على الساحة الشعرية نموذجا جديدا حداثيا، طرح الجديد بكل ما يمتلك من مقومات ومكونات اضافة إلى المواضيع التي تلاءمت مع التفعيلات الموسيقية.