صدر منذ أيام عن دار"نون" للنشر التّرجمة العربية الأولى من كتاب حكاية بندقية، للكاتب مايكل هوجز بعنوان "رحلة سلاح من حروب التحرير إلى حروب العصابات فيتنام، السودان، فلسطين، أفغانستان، العراق، أمريكا، ترجمة حربي محسن عبدالله ومحمد مصطفى مقداد، ومراجعة فائز نمرود داوود، وهو كتاب سيرة من نوع خاص.    ويروي الكتاب سيرة بندقية ساهمت بفضل خصائصها في تغيير الكثير من أحداث التاريخ، هذه الخصائص هي من دفعها للسير قُدماً في رحلتها عبر المراحل الثلاثة التي سيتتبعها هذا الكتاب، أولاً، كسلاح مكّن الاتحاد السوفيتي من السيطرة على مناطق شاسعة اكتسبها من نصره على ألمانيا النازية؛ ثانياً، كأيقونة لثورات العالم الثالث؛ وأخيراً، في يد أسامة بن لادن، كعلامة لقائد الإرهاب العالمي، والسلاح الأكثر انتشاراً في العالم.     يبدأ الكتاب، بعرض تسلسل زمني للأحداث التي واكبت نشأة وتطور هذه البندقية ابتداءً من ميخائيل كَلَاشنكوف –الذي توفي أواخر الشهر الماضي عن عمر يناهز  94 عاماً- وفوزه عام 1947 بمسابقة تصميم البندقية الهجومية السوفيتية، وتبني للجيش السوفيتي الطراز AK47مروراً بعام 1956 الذي شهد أوسع انتشار لهذه البندقية حتى وصلت لدى الحلفاء في أوروبا الشرقية وقمع الثورة الهنغارية من قبل الجيش السوفيتي.    ومن ثم تأسيس معامل لتصنيع البندقية في الصين الشيوعية، ليتطرق أيضاً لدورها في الثورة الفيتنامية في قلب المعادلة ضد الأمريكان نتيجة التسليح السوفيتي للثوار في هذه البندقية، ودورها في حرب الأيام الستة في تمكين إسرائيل من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، وكذلك دورها في معركة الكرامة عام 1968 لصالح الفدائيين ضد الجيش الإسرائيلي، وأيضاً لعملية ميونخ عام 1972 التي نفذتها منظمة أيلول الأسود وأودت بحياة أحد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ وأحداث عالمية أخرى كان للكلاشنكوف دوراً في إحداث تغير فيها.