القاهرة ـ مصر اليوم
تصدر قريبا عن دار الكتب خان للنشر رواية "طرق الرب" للكاتب شادي لويس.
"طرق الرب" هي العمل الروائي الأول لكاتبها بعد تأن طويل، وبعد خوض تجربة في الكتابة، إذ يعتبر شادي لويس من الأقلام اللافتة في كتابة المقال الثقافي والسياسي ومقال الرأي، بخلاف متابعته الدؤوبة للشأن العام المصري والعالمي.
تدور الرواية حول شاب مسيحي مصري يجد نفسه مضطرا، لكي يتحصل على شهادة خلو موانع تسمح له بالزواج، وتحت إلحاح من التعقيدات البيروقراطية ، إلى المثول أمام القس في الكنيسة في جلسات اعتراف منتظمة ليبت في أمره.
وبدافع غامض، ينطلق أمام القس في حكي سيرة حياته وحياة أسرته، بدءا من "جعفر" جده لأمه في الزمن البعيد، وحتى الآن، ومراوغا ضيق القس ونفاد صبره.
بطل عدمي يائس، يحفر - عبر نسيج متشابك من الحكايات- في التاريخ الاجتماعي والسياسي المصري المرتبط بتاريخه وتاريخ أسرته، حكايات تترك أبطالها أكثر حيرة مما كانوا.. حيرة لا تترك لهم سوى جملة ختامية، كأنها توقيعهم النهائي على غرابة الحياة وصعوبة فهمها، هي: "ما أعجب طرقك يا رب".
رواية متبصرة وجريئة، هادرة رغم هدوء نبرتها، تمارس لعبة إخفاء وإظهار مدروسة في كل تفصيلة، من البداية وحتى النهاية.
من أجواء الرواية: "يعني كلمني عن نفسك شوية، أنت مين؟ وبتعمل إيه؟ وكده. طوال سنين الدراسة الطويلة، وفي البيوت أيضا، والكنائس، وفي كل الكتب التي تصفحناها، لم يدربنا أحد على إجابة هذا السؤال.. فقط كل بضعة أعوام كان يواجهني في مقابلات التقدم للوظائف، وفي كل مرة كانت المفاجأة والحيرة نفسها تشلني عن أن أجد شيئا مناسبا لقوله.. مزحة واحدة كنت تعلمتها للخروج من المأزق: معلش أنا محبش أتكلم عن نفسي كتير.. كان للضحكات المعتادة والمفتعلة أن تسمح لي ببضع ثوانٍ لترتيب أفكاري، وكالعادة كنت أنطلق في الكلام، كلام كثير عن كل شيء.