كتاب "اليشم السائل"

في ترحاله من الشرق إلى الغرب عبر آلاف السنين، لعب الشاي العديد من الأدوار في المشهد العالمي؛ في الطب والسياسة والفنون والدين.

فوراء أكثر المشروبات صفاء، الذي قدسه الشعراء وتم تقديره في الممارسات الروحية، تقع قصص خيانة وعنف وتهريب وتجارة مخدرات وجاسوسية دولية وعبودية وثورة.

"اليشم السائل" تاريخ قصصي ثري، يستكشف الشاي في كل جوانبه الاجتماعية والثقافية.. ممتع لكنه تثقيفي، ويستفيض في بحث وعرض جشع الغرب ونعيم الشرق.

في كتاب "اليشم السائل: قصة الشاي من الشرق إلى الغرب"، تأليف بياتريس هوهنجر ونرجمة دعاء قنديل، والصادر مؤخرا عن المركز القومي للترجمة، نتعرف على أشياء كثيرة تتعلق بالشاي الذي استخدم بوصفه شرابا دوائيا في تلال جنوب شرق آسيا وأدغالها وكيف أدى دورا مركزيا في تطور الروحانيات الخاصة بمذهبي "الطاوية" و"زن" وكيف حفز فنونا أدبية وبصرية؛ تعد إلى يومنا هذا مثار إعجاب ومثالا يحتذى في جميع أنحاء العالم.

وتشير المؤلفة في المقدمة إلى أنه بعد وصول التجار الغربيين إلى السواحل الشرقية مر الشاي بتحول عميق، فقد تراجع المشروب المقدس، إكسير الخلود ليصبح سلعة فقط، موضحة أنه كلما بحث المرء في الأحداث التاريخية بدت قصة الشاي هي قصة مواجهة صادمة وصراع ثقافات بين الشرق والغرب.

يتألف الكتاب الذي حقق في نسخته العربية هذه مبيعات كبيرة؛ من 377 صفحة ومؤلفته، هي أمينة زائرة لمعرض متحفي متنقل عن تاريخ الشاي وثقافته افتتح في 2009 في متحف فاولر في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وتجيد الانجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية وقد حصلت على الماجستير في الأدب من جامعة لاسابينزا في روما، وتعيش مع أسرتها في لوس أنجلوس.