صبحي حديدي

يصدر عن دار الأهلية في العاصمة الأردنية عمان كتاب جديد للناقد السوري صبحي حديدي بعنوان "إدوارد سعيد الناقد: آداب التابع وثقافات الإمبريالية".

ويشير حديدي إلى أن سعيد (1935 ــ 2003) انتمى إلى تلك القلة من النقاد والمنظرين والمفكرين الذين يسهل تحديد قسماتهم الفكرية الكبرى، ومناهجهم وأنظمتهم المعرفية وانشغالاتهم؛ ولكن يصعب على الدوام حصرهم في مدرسة تفكير محددة، أو تصنيفهم وفق مذهب بعينه؛ ذلك لأنه كان نموذجا رفيعا للمثقف الذي يعيش عصره على نحو جدلي، ويدرج إشكالية الظواهر على جدول أعمال العقل، ويخضع ملكة التفكير لناظم معرفي ومنهجي مركزي هو النقد.

ويضيف: لقد غاص سعيد عميقا في الأبعاد التاريخية للحداثة وفي ملفاتها الثقافية ــ الاجتماعية، وكان في طليعة من فتحوا ملفات الاستشراق وتخيل الشرق، وأعادوا استكشاف خطابات ما بعد الاستعمار، وتلمسوا حق التابع في تمثيل الذات إزاء سرديات الإمبراطورية وثقافات الإمبريالية.

ولهذا فإن فصول هذا الكتاب تعنى بشخصية سعيد الناقد، ليس لأنها الأبرز ضمن حصيلة منجزه المتعدد الزاخر فحسب، بل كذلك لأنها على الأرجح ما تزال الأقل وضوحا في ذهن القارئ العربي العريض