فنون مستوحاة من شعر فتاة العرب

أصدرت مؤسسة وطني الإمارات سلسلة ثقافية عن فنون القصيدة والأدب عن الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، تحت عنوان «فنون مستوحاة من شعر فتاة العرب» وتتضمن السلسلة 3 حلقات صحفية تقدم قراءة شاملة عن المسيرة الشعرية للراحلة الكبيرة، والتي ترُجمت إلى قطع فنية، وفنون تصويرية، وأعمال مركّبة، وتعرض الحلقة الأولى جوانب توظيف أسلوب «الفن التصويري في توثيق الشعر النبطي».

قصائد

تتضمن السلسلة الثقافية مقتطفات من قصائد الشاعرة عوشة بنت خليفة والتي جسّدت في أعمال «فنية معاصرة»، من إبداع فنانين تشكيليين إماراتيين استخدموا أساليب الفن الرقمي، والرسوم التوضيحية، واللوحات الزيتية بالإضافة للفن التصويري والتصميم الغرافيكي.

ومن أهم هذه الأعمال صاغت الفنانة الإماراتية شمة بو هزاع قصيدة «الصبر مرّ مذاقه» في عمل فني احترافي مكّون من مناظر مصورة التقطتها عدستها وقامت بلصقها بعجينة نشاء القمح على حائط بإمارة الشارقة، وتتميز بو هزاع بتقديم أعمال فنية باستخدام فنون الشارع، والفن التصويري.

وتناولت موضوع الصبر في المجموعة الفنية، والذي يتم تعريفه بشكل عام على أنه قبول وتحمّل التأخير دون شعور بالضيق، كما يمكن النظر إلى كلمة «الصبر» بأنها قد تكون إيجابية أو سلبية، أما في قصيدة «الصبر مرّ مذاقه» لعوشة بنت خليفة السويدي، يتم التعبير عن الصبر من منظور سلبي حيث تزدريه الشاعرة.

سرد التجربة

تقوم «مجموعة أعمال تفسّر معاني القصيدة»، بتصوير امرأة تربط نفسها بالعواطف المذكورة في القصيدة، حيث تظهر العينين فارغة والتي تعبّر عن مدى ما تشعر به من ضياع في انتظارها الذي لن يأتي أبداً، في حين تمثّل الأيدي المفتوحة معنى الصبر عبر طرق مختلفة، مثلها في ذلك مثل الدعاء حيث يمكن للمرء إظهار الصبر في انتظار أن تسبغ عليه النعم والبركات.

كما أنها تصوّر مشاعر الانتظار الطويل التي تنتاب البشر خلال فترة انتظارهم للحصول على الأشياء التي يتوقون إليها، سواء مجازياً أو حرفياً، وتركز مجموعة الأعمال الفنية الخاصة بقصيدة «الصبر مر مذاقه» عن سرد التجربة الإنسانية، لأن الصبر يمكن أن يكتشف في الطبيعة ومن خلال أشياء بسيطة كزهرة تعبر عن صبرها.

كما يتوضح من خلال مجموعة الفنانة شمة أنه تم ترتيب صورة الأيدي من خلال نسق زهري ومجموعة الألوان الأحادية المستخدمة بالعمل الفني.

ابتكار

وفي «فنون مبتكرة من قصائد فتاة العرب»، هنالك عمل فني آخر يتصف بالابتكار والجمع بين التصوير العصري والشكل الحديث اختارت الفنانة روضة النابودة بيت شعر لـ«فتاة العرب» تقول فيه: غصت به قوع البحر غلسا / يتعب اليداف مغراسه /، لتخرج بتركيب فني تحت عنوان «صراع من أجل البقاء» يجمع ما بين التصوير العصري والشكل الحديث مع مجداف لقارب تقليدي قديم، حيث تم رسم المجداف بلون رمادي فاتح أحادي اللون عاكساً للون السماء، مع وجود نمط يتسم بحدود أضيق لموجات البحر المظلمة الداكنة المرسومة بالفحم في ترجمة للبيت الشعري.

وفي إظهار للكفاح والجهد المضني المبذول من قبل شخص يجدف ويبحر، كما يظهر التأثير المظلم للصورة إلى وجود أمواج متلاطمة مضطربة أكثر من كونها أمواجاً هادئة، ما يمثل معاني الغموض والشك بالأبيات.