بيروت - ا ش ا
صدر عن دار "هاشيت أنطوان/نوفل" في بيروت كتاب جديد للأديبة إملي نصرالله بعنوان "الزمن الجميل"، وهو رحلة جديدة تأخذنا فيها إلى لبنان في خمسينات القرن العشرين. بأسلوبها الدافئ والحنون، ونصها الغني دون بهرجة والكثيف دون استعراض، تجول بنا في عوالمها الخاصة ولا نشعر بالغربة.
تغدق علينا الأديبة الرائدة التي كانت لا تزال في جلد الصحافية تجربتها في "الزمن الجميل"، تذكرنا بأسماء نسيناها وتقدم لنا أخرى لا نعرفها، من خلال وجوه قابلتها وحاورتها.. هن نساء في الأغلب؛ نساء مناضلات، كل على طريقتها، في المجال العام أو الخاص، جهارا أو صمتا: من إدفيك جريديني شيبوب إلى الملكة فاطمة السنوسي، وسيدة الرائدات ابتهاج قدورة، ومغنية الأوبرا اللبنانية الأولى سامية الحاج، حتى البصارة فاطمة، ومارتا، الطالبة الثمانينية في الجامعة الأمريكية.
نساء نصرالله لم يكن من حبر فقط.. اتخذن أشكالا أيضا على يد الرسام جان مشعلاني الذي دأب على مرافقة الصحافية الشغوفة، وتزيين مقالاتها على صفحات مجلة "الصياد" على مدى سنوات.
رحلة ثرية روحيا وبصريا، يتقاطع فيها الشخصي مع العام ليتجاوز السرد الصحفي والأدبي حدود المقابلة إلى رحاب الوطن والمجتمع.
يذكر أن إملي نصرالله أديبة لبنانية رائدة، عملت في الصحافة ثم غلب عليها الأدب، فانصرفت إلى كتابة الرواية والقصة والسيرة وأدب الفتيان والأطفال.. ترجم الكثير من كتبها إلى الإنجليزية والألمانية والدانمركية والفنلندية والتايلندية.. حصلت على جوائز عدة؛ منها جائزة الشاعر سعيد عقل في لبنان وجائزة مجلة فيروز، وجائزة جبران خليل جبران من رابطة التراث العربي في أستراليا، كما نالت عام 2018 وسام الأرز اللبناني عن رتبة كومندور تقديرا لعطاءاتها الأدبية.. كما منحت في العام 2017 وسام معهد "غوته" الفخري الرسمي باسم جمهورية ألمانيا الاتحادية لتميزها في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات