القاهرة ـ أ.ش.أ
صدر مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية كتاب جديد للدكتور صلاح فضل بعنوان "طراز التوشيح.. قراءة نصية حرة"، في 288 صفحة من القطع المتوسط.
وعبر مقدمة و18 فصلا، يخوض الدكتور صلاح فضل رحلة للتعرف على إبداع أعلام الموشحات في الشعر الأندلسي، والمشرقي على قلة، بدءا من الوشاح الكبير ابن عبادة بن ماء السماء وروائعه "حب المها"، و"ظلم الحبيب"، و"يا جنة للمنى"، و"يا صاحبي"، مرورا بالوشاحين الكبار: ابن رافع رأسه، الكميت البطليوسي، الأعمى التطيلي، ابن لبون، ابن غرلة، ابو حيان الأندلسي، وغيرهم، وختاما بالوشاح المشهور "ابن زمرك".
والاهتمام بفن الموشحات، عموما، حديث، لأن الذين اشتغلوا عليها بداية هم المستشرقون، لما تضمنته من عناصر "لاتينية دارجة" لا يفهمها إلا من يعرف اللغة الإسبانية وللجو الثقافي المحيط بالموشحات. ورغم مرور أكثر من خمسة قرون على غياب "الفردوس الأندلسي"، ظلت الأندلس في الوجدان العربي والإسلامي هي "الفردوس المفقود" يتجسد فيها الحلم التاريخي "المفقود"، وفي تصورات البعض "الموعود"، كما لم يغادر موقعه حتى الآن في الحلم الجماعي لأهل المغارب، حتى أصبح شعار "عودة الأندلس" الذي رفعه علال الفاسي؛ زعيم حزب الاستقلال المغربي، تعبيرا عما تجذر في وجدان الجماعة، وتغنت به الجوقات الموسيقية وهي تتلو الموشحات بنغمة رتيبة.
والدكتور صلاح فضل (1938) حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب، من جامعة مدريد المركزية في أسبانيا العام 1972 وعمل مدرسا للدب العربي والترجمة في كلية الفلسفة والأداب في جامعة مدريد من 1968 إلى 1972، ثم انتقل للعمل أستاذا للنقد الأدبي والدب المقارن في كلية الآداب؛ جامعة عين شمس منذ 1979 وحتى الآن.