رقص الباليه

قاعة مستطيلة الشكل، تقسم إلى أربعة حوائط، وتشبث مرآة كبيرة بطول وعرض كل حائط من الأربعة؛حتى تشاهد المؤديات أنفسهن أثناء التمرينات ليصححن أي أخطاء. وعلى إحدى الجانبين تثبت سواند خشبية لتستخدمها المؤديات إذا احتجن للتمرن على بعض حركات البالية.

٤ فتيات تتراوح أعمارهن بين (٢٤- ٢٩) عامًا، كلهن بلا استثناء بدأن تعلم البالية من سنٍ كبير ــ حتى مدربتهن ذات الـ ٢٤ عامًاــ ليثبتن بالدليل العملي أنه لم يفت الأوان بعد، وأن أي فتاة تستطيع لعب البالية، والوصول لمستوى عالٍ مادامت تسعى لذلك بالإصرار والجد والالتزام بالتمرينات.

تعلمت المدربة "مريم أسامة عبد اللطيف" الباليه لأول مرة منذ ٤ سنوات مضت، عندما كانت تبلغ الـ ٢٠ عامًا، وتقول: "كانت عندي الرغبة إني أتعلم الباليه لما كان عندي ٧ سنين بس لما أهلي سألوا قالولهم إني خلاص كبرت وكان لازم أبدأ من سن ٣ سنين".

ولكن مع مرور السنوات لازالت الرغبة بداخلها، فبحثت على الإنترنت لتقرأ عن هذا الفن الدرامي الذي يحكي قصصًا وحكايات بالرقص؛ لتكتشف أن كل تلك المعتقدات التي منعتها من التعلم خاطئة، وأن بإمكانها البدء الآن في أي وقت شاءت.. وبالفعل بدأت، حتى أصبحت "مريم" مدربة للكبار.

أما "ريتا رافايل" بنت الـ٢٩ عامًا ــ وهي واحدة من المتدربات قالت: «بدأت تعلم الباليه منذ عام مضى.

لأنه لم يتسن لها فرصة التعلم في الصغر؛ بسبب رفض والدتها خوفًا من انشغالها به وحتى لا تؤثر على مستواها الدراسي.

ولكن هي الآن تتدرب في إحدى مدارس الباليه في دار الأوبرا، ولاحظت أن كل شهر يختلف مستواها عن ذي قبل، وأن جسدها مرن بقدرٍ جيد.

وتتابع: في البداية قالولي مينفعش.. لكن بعدين صحابي انبهروا وأهلي مكنوش مصدقين، ودلوقتي بنتمرن كتير عشان نستعد لحفلة الأوبرا.
أما "ولاء عبدالوهاب" ــ ٢٥ عامًا تقول: «في البداية قرأت واتفرجت كتير على تكنيكات الباليه، وإزاي بيشد الجسم وبيديله مرونة؛ فحبيت أجرب، كنت متوقعة إنى هروح مرة أو مرتين بالكتير؛ خاصة إني كبيرة ومحجبة، مكنتش متخيلة إني هعرف أكمل للآخر، لكن كملت وبعد أول ٥ شهور بدأت ألاحظ إن في فرق، والتمرينات مش بتتعبني زي الأول وبعملها أسرع".

كل هذا يتم تحت إشراف "نرمين فتحي شفيق، المسئولة عن مدرسة الباليه، والتي تعلمت الباليه الروسي الكلاسيكي منذ نعومة أظافرها وأتقنته بعد ٩ سنوات من الدراسة، وشاركت في العديد من الحفلات والمسابقات الدولية، بمساعدة مدربيها بدأت تعلم الأطفال وهي تبلغ من العمر ١٨ عاما.

وبعد ٢٥ عاما في مجال الباليه كراقصة ومدربة؛ قررت "نرمين" أن تصبح مسئولة عن مدرسة بأكملها؛تعلم المبتدئين والمدربين، وفيما يتعلق بالسن أكدت أن أي بنت تقدر تلعب باليه من أي سن المهم تبقى عندها مرونة وإرادة عشان جسمها يستجيب للتمرينات، وده بتعرفه من خلال التجربة،عندنا بنات بدأوا من سن الـ٣٠ سنة ودلوقتي متقدريش تفريقهم عن اللي بدأوا من سن صغير».