مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد

حثت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أمس، الدول على «استخدام كل الأدوات» لمقاومة عواقب النزوح الحتمي لرؤوس الأموال وسط مخاطر تتعلق بالتجارة وأسعار الفائدة.

ووصفت لاغارد نزوح رؤوس الأموال هذا بـ«الحتمي»، حيث يتأهب العالم لتداعيات الخلافات التجارية وتحول البنوك المركزية الرئيسية في الغرب صوب دورة تشديد نقدي. وأوصت بمزيد من المرونة بخصوص إدارة تدفقات رؤوس الأموال، مضيفة أن بعض الأسواق الناشئة، مثل دول جنوب شرقي آسيا، أبدت ترددا في تفعيل مثل تلك القيود اعتقادا منها بأنه ينبغي ألا تستخدم في غير الظروف الاستثنائية.

كما حذرت لاغارد الدول من الانخراط في حروب التجارة والعملات التي تلحق الضرر بالنمو العالمي وتعرض أطرافا «بريئة» غير معنية للخطر. وخلال التدشين الرسمي للاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في منتجع جزيرة بالي الإندونيسية أمس، حثت على «تهدئة» النزاعات التجارية وإصلاح قواعد التجارة العالمية بدلا من التخلي عنها.

وفرضت الولايات المتحدة والصين رسوما جمركية متبادلة على سلع بمئات المليارات من الدولارات خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أثار قلق الأسواق المالية مع تخوف المستثمرين من أن تصاعد النزاع التجاري قد يؤثر سلبا على التجارة والاستثمار العالميين.

وقالت لاغارد في مؤتمر صحافي: «نأمل بالتأكيد في ألا نتحرك باتجاه حرب تجارية أو حرب عملات.

سيلحق ذلك الضرر على كلا الصعيدين لجميع المشاركين». وأضافت: «وسيكون هناك أيضا كثير من غير المعنيين الأبرياء» بما في ذلك الدول التي تورد السلع الأولية والمكونات إلى الصين مثل إندونيسيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، أبدى مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية قلقهم حيال ضعف اليوان الصيني في الوقت الذي تعد فيه الوزارة تقريرها نصف السنوي بشأن التلاعب في العملات. ويتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصين بتعمد التلاعب في عملتها لكسب ميزة تجارية، وهي اتهامات تنفيها الصين باستمرار.

وشاركت لاغارد في الجدل بشأن العملة أمس، وبدت منحازة إلى جانب الصين، قائلة إن ضعف اليوان مقابل الدولار مدفوع بقوة العملة الأميركية مع زيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.

واليوان منخفض بوتيرة أقل أمام سلة عملات. وقالت: «دعمنا تحرك الصين صوب مرونة (العملة)، ونريد تشجيع السلطات للاستمرار على هذا المسار».

وخسر اليوان ما يزيد على 8 في المائة خلال الفترة بين مارس (آذار) وأغسطس (آب) الماضيين عندما كان قلق السوق في ذروته، لكنه قلص خسائره في الوقت الذي كثفت فيه السلطات إجراءات دعم.

وقالت لاغارد في وقت لاحق إنها تعتقد أن السلطات الصينية تتخذ خطوات للحفاظ على النمو والاستقرار وثقة المستثمرين في ظل النزاع التجاري، لكنها بصدد عملية موازنة «معقدة» لإبقاء وضعها المالي تحت السيطرة.

وأشارت إلى أنها تأمل في أن تأخذ الصين بتوصية الصندوق بمواصلة التحرك صوب نظام يسمح بمزيد من المرونة في حركة اليوان. وقالت: «نرى مزيدا من الدول، ومن بينها الصين، تسمح لعملاتها بالتذبذب»، متابعة: «دعمنا تحرك الصين صوب مرونة» العملة، مضيفة أن صندوق النقد يشجع السلطات الصينية على «المضي في ذلك المسار».

من ناحية أخرى، حذر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم من تصاعد النزاع التجاري، قائلا إنه إذا ذهبت جميع الدول إلى أقصى مدى لتهديداتها التجارية «فإننا سنرى تباطؤا واضحا في الاقتصاد، وسيكون التأثير على الدول النامية كبيرا. نعمل مع كل دولة من دولنا لكي تكون مستعدة إذا تفاقم الأمر». وقال كيم إن ثمة حاجة لمزيد من الدراسات لفهم آثار الحرب التجارية على الدول التي تزود الصين بالسلع والخدمات.