اندونسيا ـ أ ف ب
اصرت الهند الخميس على موقفها برفضها تسوية من شانها ان تسمح بالتوصل الى اتفاق ولو بالحد الادنى في الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في بالي، يمكن ان ينقذ منظمة مهددة بالزوال. وحذر وزير التجارة الهندي اناند شارما قبل اقل من 24 ساعة من موعد انتهاء اجتماع الدول ال159 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية "لن نتراجع ابدا". وكان الوزير رفض امس بجفاء تسوية بشان طلب الهند الغاء الحد الاعلى الذي تفرضه منظمة التجارة العالمية على الدعم الزراعي في حال كان هذا الدعم يستخدم في تنفيذ برامج غذائية. وقال شارما "انه موقف مبدئي للهند" واصفا ب"المعيب" الاتفاق الذي وقع خلال انشاء المنظمة والذي يحدد سقفا للدعم الزراعي حتى وان كان مخصصا للمساعدة في توفير الغذاء للاكثر فقرا. واضاف ان "الاتفاق الاخير معيب. انه ثمرة خلل في التوازن على حساب الدول الفقيرة" مؤكدا ان "الحق في الامن الغذائي غير قابل للتفاوض. انه حق تعترف به الامم المتحدة". وتابع الوزير ان "الهند تتحدث باسم الاغلبية الساحقة لشعوب الدول النامية والدول الفقيرة. الهند ليست وحدها" ساعيا بذلك الى عدم اظهار بلاده في صورة العقبة امام التوصل الى اتفاق في بالي. وتريد الهند على راس الدول ال46 النامية توفير السلع الغذائية الاساسية لنحو 800 مليون فقير باسعار رخيصة بشكل مصطنع. الا ان الواجهة الانسانية يمكن ان تخفي اهدافا انتخابية وفقا لمنتقدي الهند الذين يشيرون الى الانتخابات التشريعية المقرر ان تجرى في هذا البلد عام 2014. في المقابل عرضت الولايات المتحدة، التي تتخذ موقفا شديد المعارضة، تسوية تتمثل في وضع "بند سلام" لاربع سنوات لا توقع خلالها اي عقوبات على الدول التي تتجاوز سقف الدعم اذا كان هدفه دعم برنامج للامن الغذائي. ويعرقل الموقف الهندي اتفاقا على "حزمة بالي" التي ينبغي اعتمادها بالاجماع. وتقدم هذه المجموعة من الاجراءات التي تمثل الحد الادنى والتي اطلق عليها "دوحة لايت" على انها وسيلة لاعادة اطلاق المفاوضات المتعلقة بانفتاح التجارة العالمية والمجمدة منذ اطلاقها عام 2001 في العاصمة القطرية. وشدد العديد من المشاركين على ان اي فشل جديد في بالي سيشكل تهديدا لمستقبل منظمة التجارة العالمية نفسها. لكن الوزير الهندي اكد "لم نأت الى هنا للتسبب في سقوط منظمة. لكن من الافضل ان لا يكون هناك اتفاق من وجود اتفاق سيء". وتتواصل المحاولات الدبلوماسية المكثفة الخميس لمحاولة اقناع الهند. وقال المفوض الاوروبي للتجارة كاريل دي غوشت "جرت عملية تقييم للموقف الهندي" مضيفا "لكن من الصعب ان نقول ماذا يمكن ان يعني ذلك. حيث انه من الصعب التفاوض مع احد لا يريد ان يقول حقيقة ما يريد". واستبعد المفوض تمديد الاجتماع الوزاري. وقال ان "الاجتماع سيختتم بعد ظهر الجمعة سواء تم التوصل الى اتفاق ام لا. لكنني ما زلت متفائلا وما زلت اشعر بثقة". وهكذا اصبح الاتفاق رهنا بامكانية ان تقبل واشنطن القيام بخطوة جديدة الى الامام. لكن المراقبين يرون ان الولايات المتحدة قدمت بالفعل الكثير من التنازلات فهي التي اقترحت "بند السلام" الذي رفضته الهند. وقال رئيس الاجتماع وزير التجارة الاندونيسي جيتا ويرجاوان انه يشعر ب"نوع من التفاؤل" مشيرا الى ان التوصل الى اتفاق "ليس مهمة مستحيلة". واوضح ان "الولايات المتحدة تتفهم موقف الهند لكنها تريد معرفة كيف يمكن صياغة ذلك" في اتفاق مشيرا الى امكانية التوصل الى ترتيب بشان "بند السلام" المقرر لاربع سنوات. وقال مصدر اندونيسي مشارك في المفاوضات "ان الامر اشبه بلعبة قمار".