أبوظبي ـ مصر اليوم
خلال الفترة بين 2012 إلى 2018، تراجعت قيمة هذه الشركات من 234 مليار دولار إلى 133 مليار دولار، وفقاً لبيانات وردت من «بلومبيرج»، وخلال الفترة نفسها، ارتفعت قيمة شركات الاتصالات الأميركية بنسبة 71% إلى 532 مليار دولار ونظيراتها الآسيوية 13% إلى 561 مليار دولار.
وفي ظل نمو بيانات الهاتف المحمول بنسبة سنوية قدرها 60%، يسهم إطلاق تقنية الجيل الخامس، في خفض تكلفة توفير تلك البيانات وتخفيف العبء على الشبكات، وتعني عمليات التأجيل في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الناتجة عن مخاوف بشأن الأمن القومي والنظم، أن تقنية الجيل الخامس، تشكل مصدراً لإثارة القلق، بصرف النظر عن الجهود التي يبذلها المسؤولون لتشجيع الاستثمارات، بحسب «فايننشيال تايمز».
وتقول ماريا جابريال، مفوض الاقتصاد الرقمي الأوروبي: «لا شك في أن الثورة التقنية لا تتوقف لأحد، والمنافسة العالمية لتحقيق الريادة الرقمية، محتدمة للغاية. ويقع على عاتق شركات الاتصالات مسؤولية جلب شبكات عالية السرعة لعمل تقنية الجيل الخامس».
أقرأ أيضاً : سامسونغ تعلن عائدات أقل من المتوقع في الربع الأخير من 2018
لا يزال مديرو شركات الاتصالات، يجدون صعوبة لتبرير الاستثمارات الضخمة وبنية الألياف الضوئية المطلوبة لإطلاق تقنية الجيل الخامس في مختلف أرجاء القارة والمقدرة بنحو 500 مليار يورو، وبينما يمكن للأسواق الصغيرة، تقديم الخدمات المالية نظراً لقلة المخاطر، تجد نظيراتها الكبيرة، صعوبة في إقناع المستثمرين المتخوفين من ضعف العائدات وأداء الأسهم، لدعم خطط شبكات الجيل الخامس، التي بدأت في الانطلاق في أميركا واليابان والصين.
ويشكك العديد من خبراء القطاع في تقنية الجيل الخامس في أرجاء مختلفة من القارة، حيث يتنامى شعور حول بلوغ تبني تلك التقنية مرحلة حرجة على صعيدي الحكومة والشركات، وسط مخاوف بتخلف أوروبا عن ركب الدول الأخرى التي سبقت، ويبقى السؤال لشركات الاتصالات الأوروبية، ما إذا ستسهم هذه التقنية في تعضيد الوحدة وإنعاش النمو، أو تجر القطاع نحو مزيد من التدهور والتعثر.
ويقول ستيفان ريتشارد، الرئيس التنفيذي لشركة أورانج الفرنسية :«تعتبر أوروبا، أقل المناطق استثماراً في العالم في قطاع الاتصالات والتقنية وربما تكون نصف الاستثمارات الأميركية مقابل الفرد. ولا شك في أن أوروبا ليست في الموقف الذي يمكنها من المنافسة».
تتقدم الصين، ركب الدول الأخرى، حيث بدأت التخطيط لتطوير هذه التقنية منذ العام 2013. ويتوقع، أن تطرح حزمة واسعة من خدمات شبكات تقنية الجيل الخامس بحلول 2020.
وأطلقت المفوضية الأوروبية، خطة العمل لتقنية الجيل الخامس قبل عامين، بهدف الدخول في سباق التقنية الجديدة، من خلال رفع القيود عن شركات الاتصالات في القارة لتشجيعها على التطوير، وتواجه المفوضية في ذات الوقت، نقصاً قدره 155 مليار يورو في تكلفة إطلاق هذه التقنية المقدرة بنحو 500 مليار يورو.
ووقفت النظم الأوروبية، عقبة في طريق عمليات الاندماج بين الشركات وتقليصها لعدد قليل من الشركات الكبيرة، لتكون قادرة على منافسة شركات الاتصالات العملاقة في أميركا والصين.
ويوجد في أوروبا، 450 شركة اتصالات و105 من مشغلي الشبكات بجانب 337 من المشغلين الافتراضيين، وفقاً لشركة تليفونيكا الإسبانية، وبالمقارنة، يوجد 3 مشغلين في الصين و4 في أميركا. ويفتقر هذا المستوى من المنافسة في أوروبا، للاستقرار في عالم الجيل الخامس، حيث الوحدة هي السبيل الوحيد لإنعاش عائدات الشركات.
وتراجعت عائدات القطاع في أوروبا في الفترة بين 2012 إلى 2017، من 444 مليار يورو إلى 369 مليار يورو، بحسب مؤسسة أوفون الاستشارية، مع تراجع انخفاض أسعار المستهلك بنسبة قدرها 40% على مدى العقدين السابقين.
ورغم موافقة المفوضية، بعقد صفقتين في النمسا وهولندا في السنة الماضية، فإن المحللين ينظرون لهذه الخطوة بمثابة الضوء الأخضر لعقد المزيد من الصفقات.
قد يهمك أيضاً :
"فودافون" البريطانية توقف شراء معدات "هواوي" الصينية
"هواوي" تقيل موظفًا اعتقلته بولندا على خلفية اتهام بالتجسس