بيروت - وكالات
أسبوع آخر من القلق والترقب شهدته بورصة بيروت أواخر الشهر الماضي كما منذ مطلعه نتيجة استمرار السباق بين التفجيرات التي استهدفت اكثر من منطقة وهدفت الى ايقاع البلاد في فتنة مذهبية والمساعي والاتصالات التي اعقبتها لاحتواء تداعياتها من جهة، والهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي أوقع ضحايا من المدنيين في غوطة دمشق الاربعاء 21 آب وما افضى اليه من تهديد غربي بقيادة الولايات المتحدة بالاقتصاص من النظام السوري الذي نفى مسؤوليته عن هذا الاعتداء محذراً من جر المنطقة الى مواجهة عسكرية اقليمية ودولية وما سينتج منها من ارتدادات على دول المنطقة ومنها لبنان، من جهة اخرى. وجاءت نتائج التحقيقات في التفجيرين اللذين استهدفا مسجدين في طرابلس بعد صلاة الجمعة 23 آب لتشيع مزيداً من الخوف في مختلف الاوساط بعد اتهام جهات سورية واخرى لبنانية تدور في فلكها بأرتكابهما، وقت شكل حشد الاساطيل في حوض البحر الابيض المتوسط في مواجهة الشاطىء السوري تمهيدا للضربة العسكرية لنظام دمشق عاملاً مقلقاً للجميع.لذا لم تتمكن بورصة بيروت من ان تنأى بنفسها عن الواقع القائم، على رغم التفاهم غير المعلن بين المتعاملين الفاعلين فيها على تجنب المضاربات وبعض الممارسات التي تنال من التوازن الهش بين العرض والطلب فيها بما يخل باستقرار السوق بحيث يصعب التحكم بمسارها الى ان تتضح صورة الوضع محلياً وخارجياً بعد فوات الاوان. فكان ان غاب "صنّاع السوق" عن التداول واكتفوا بمواكبة حركة العرض والطلب فيها كماً وتسعيرا على نحو حال دون دخول المضاربين على الخط في كل ما يتعدى المقبول من الممارسات. وأدى ذلك الى اقتصار المبادرات بيعاً وشراء للصكوك المالية اللبنانية المدرجة للتداول على سعي البعض الى تزود ما يحتاج اليه من سيولة كلما توافر من يسعى الى اعادة ترتيب محافظه المالية بالاسعار المتدنية اجمالاً عنها لدى تكوين هذه المحافظ. فلم يكن مستغرباً، في ظل ضيق السوق اللبنانية قياساً بغيرها من الاسواق العربية والاقليمية والدولية، ان تظل تقلبات الاسعار فيها مضبوطة الى حد كبير نزولاً وصعوداً لوجود القدرة على تصحيح التجاوزات كلما دعت الحاجة. وهذا ما يفسر ما شهدته بورصة بيروت الاسبوع الماضي من تراجع في متوسط الاسعار فيها، وما كان يعقبه من ارتفاع على نحو جعلها في نهاية المطاف تميل الى ما يشبه المراوحة، وكل ذلك باحجام محدودة وان اختلفت يوماً عن يوم واسبوعاً عن اسبوع.ويمكن اعتبار تطور بورصة بيروت الاسبوع الماضي استكمالاً لما شهدته في الاسابيع التي سبقته، ان من حيث استئثار قطاع المصارف بالحصة الوازنة من المبادلات وما رافق ذلك من تقلبات ضيقة في الاتجاهين من موقع الى آخر مع ميل الى الاستقرار في مواقع اخرى، او من حيث تحول اسهم شركة "سوليدير" الاكثر انتشاراً وتفاعلاً مع ما يدور في محيط استثماراتها وتوظيفاتها من الصكوك المصرفية، من الارتفاع الى التراجع والعكس بالعكس من يوم الى آخر وحتى في اليوم الواحد، ولكن ضمن هوامش مقبولة.ففي المجال الاول، شكّل النشاط على الصكوك المصرفية الاسبوع الماضي 59,46 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق بتبادل ما مجموعه 349067 صكاً قيمتها 2,558,503 دولارات، في مقابل تداول ما مجموعه 168940 صكاً قيمتها 1,492,273 دولاراً ونسبتها 67,72 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق في الاسبوع الذي سبقه. وتوزع النشاط في هذا القطاع على شهادات ايداع "بنك لبنان والمهجر" التي تراجعت أسعارها من 8,65 دولارات الى 8,50 (ناقص 1,73 في المئة) وعلى أسهمه المدرجة التي ارتفعت اسعارها من 8,25 دولارات الى 8,27 (زائد 0,24 في المئة) والتفضيلية – 2011 التي استقرت أسعارها على 10,15 دولارات، وكذلك على شهادات ايداع "بنك عودة" التي ارتفعت أسعارها من 6,26 دولارات الى 6,29 (زائد 0,48 في المئة) وعلى اسهمه المدرجة التي ارتفعت من 6,15 دولارات الى 6,25 (زائد 1,63 في المئة) والتفضيلية – E التي ارتفعت ايضا من 101,00 دولار الى 101,50 (زائد 0,50 في المئة) والتفضيلية – G التي استقرت اسعارها على 100,00 دولار. الى ذلك، ارتفعت أسعار شهادات ايداع "بنك بيبلوس" في سوق الصكوك غير المدرجة من 70,00 دولاراً الى 72,00 (زائد 2,86 في المئة) لتتراجع أسعار اسهمه العادية في سوق الصكوك المدرجة من 1,54 دولار الى 1,49 (ناقص 3,25 في المئة) واسعار اسهمه التفضيلية – 2008 و2009 من 100,10 دولار الى 100,00 (ناقص 0,10 في المئة) توالياً، وقت استقرت أسعار اسهم "بنك بيروت" المدرجة على 19,00 دولاراًوفي المجال الثاني، شهدت اسهم "سوليدير" في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبات كثيرة الاسبوع الماضي ايضا بين اعلى على 11,25 دولاراً وادنى على 10,55 دولارات قبل ان تقفل الفئة "أ" منها بـ11,01 دولاراً في مقابل 11,23 في نهاية الاسبوع الذي سبقه (ناقص 1,96 في المئة)، والفئة "ب" بـ10,62 دولارات في مقابل 11,28 في الفترة عينها (ناقص 5,85 في المئة). وجرى ذلك في سوق اكثر نشاطا نسبيا اذ تبودل منها ما مجموعه 156896 سهماً من الفئتين قيمتها 1,744,483 دولاراً ونسبتها 40,54 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق، في مقابل تداول ما مجموعه 63345 سهماً من الفئتين قيمتها 711210 دولارات ونسبتها 32,28 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق في الفترة عينها.وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع معتدل مقداره 9,21 نقاط ونسبته 0,8 في المئة على 1135,74 نقطة الاسبوع الماضي في مقابل 1144,95 في الاسبوع الذي سبقه، وذلك في سوق اكثر نشاطا تبودل فيها ما مجموعه 505963 صكاً قيمتها 4,302,986 دولاراً في مقابل تداول ما مجموعه 23228,5 صكاً قيمتها 2,203,483 دولاراً في الفترة عينها، اي بزيادة نسبتها 117,82 في المئة عدداً و95,28 في المئة قيمة.