القاهرة ـ صفاء عبدالقادر
أكد محمد خضير، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن الهيئة تستهدف الإسهام في إيجاد شركات ناشئة في قطاعات مختلفة على أساس الابتكار والتصنيع، وتعزيز قدرتها على المنافسة والتواجد الفعلي في السوق؛ بحيث تسهم هذه الشركات في إيجاد حلول فعلية للتحديات القائمة وخلق طلب سوقي محفز لاستدامة الشركة وفرص عمل مختلفة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها إيمان جمال رئيس قطاع سياسات الاستثمار والمشرف على مركز "بداية" لريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة التابع للهيئة للعامة للاستثمار والمناطق الحرة، نيابة عن الرئيس التنفيذي للهيئة، خلال فعاليات تخرج الدورة الأولى من الفرق المُحتَضنة بحاضنة أعمال "بداية"، اليوم الخميس، والتي نظمها المركز بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، ومساعد رئيس أكاديمية البحث العلمي الدكتور عمرو فاروق، وقيادات ورؤساء قطاعات الهيئة العامة للاستثمار وأكاديمية البحث العلمي.
وأضاف خضير أن إيجاد ودعم هذه الشركات هي أهداف أصيلة لهيئة الاستثمار تنفذها من خلال مركز "بداية"، الذي يمثل الذراع الريادي لهيئة الاستثمار؛ وذلك إيمانًا بأهمية ريادة الأعمال وعمق المردود الاقتصادي المنتظر من خلق بيئة داعمة لريادة الأعمال، مشيرا إلى أن مركز "بداية" نجح خلال الفترة الماضية في استكمال هذا النموذج المتميز لتقديم عدد من الشركات الناشئة الناجحة في قطاعات وأنشطة مختلفة.
وأوضح أنه - من جانب آخر - بدأت الدولة بالفعل في تبني التشريعات اللازمة والسياسات الضرورية لتهيئة بيئة أعمال ريادية ناجحة على مستويات عديدة، سواء في جانب التشريعات والقوانين التي أقرت مؤخرا من قبل مجلس الوزراء، وخاصة في مجال شركات الشخص الواحد محدودة المسؤولية والتي ستتيح لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة تأسيس شركات أموال بإجراءات ميسرة أو مجهودات مؤسسات التمويل المختلفة التي تتيح التمويل وتسهل الحصول عليه في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وآخرها إنشاء جهاز يختص بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم ريادة الأعمال يتبع وزارة التجارة والصناعة.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار أن "أحد أهم مقومات مستقبل مصر هو إتاحة الفرص الجاذبة لشبابها للابتكار والنجاح ودعمهم في هذا المسار بكل قوة، وهذا هو ما عقدت الدولة عزمها عليه بكل إصرار وتسهم فيه الهيئة من خلال دور مركز بداية المتميز في تعزيز الابتكار والإبداع وربطه بمفهوم التنمية الشاملة بجوانبها المختلفة التي لا تقتصر على البعد الاقتصادي فقط".
وأفاد بيان الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، اليوم الخميس، بأن فعاليات تخرج الدورة الأولى من الفرق المُحتَضنة بحاضنة أعمال "بداية" تأتي ضمن أنشطة بروتوكول البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية "انطلاق"، المُوقَع بين مركز "بداية" وأكاديمية البحث العلمي والمُموَل من قبل الأكاديمية.
وفي كلمته، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار بهذا الحدث المهم، قائلا إن نموذج الحاضنات التكنولوجية جديد ويتم التوسع فيه في المرحلة الحالية ليكون الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونهج تتبناه الوزارة في المرحلة القادمة مُتَمثِلة في أكاديمية البحث العلمي والهيئة العامة للاستثمار.
وأضاف أن نموذج ريادة الأعمال هو ما تحاول وزارة التعليم العالي أن تطبقه على نظام الجامعات، حيث إن الخريج الجامعي لديه مشكلة عند النزول إلى سوق العمل وهي انتظار العمل الحكومي وهو ما يصعب تحقيقه في أية دولة، فكان لابد من دخول ريادة الأعمال في المناهج الجامعية لتعليم الطلاب الجامعيين المهارات المطلوبة لدخول سوق العمل مثل مهارات دراسات الجدوى والدراسات المالية للمشاريع والمهارات الفنية والإدارية لإدارة الشركات التكنولوجية، مشيرا إلى أن المشروع أيًا كان صغر حجمه يمكنه أن يعود بمردود كبير على الاقتصاد القومي ويتيح فرص عمل جديدة.
وأكد أن هذا النمط من الاحتضان لابد أن يكون متواصلا مع برامج التنمية التي تحتاج إليها الدولة، والأهم من ذلك هو دور قطاعات الصناعة والتجارة والاستثمار بحيث تستثمر الشركات والمصانع في البحث العلمي والحاضنات، وهو ما تم تحقيقه في الشركات الـ57 التي يتم إنشاؤها في الوقت الحالي في عدد من محافظات مصر، متمنيا أن يتكرر هذا النموذج في جميع المحافظات بنهاية عام 2017
يُذكر أن الدورة الأولى لبرنامج الاحتضان بمركز "بداية" لريادة الأعمال بدأت في شهر يوليو الماضي باحتضان 10 مشروعات تكنولوجية ناشئة قائمة على أفكار ابتكارية تستهدف الخروج بنموذج تصنيعي أولي في قطاعات ومجالات مختلفة تشمل قطاع الصناعة والإلكترونيات وتكنولوجيا التعليم والصناعات عالية التقنية والاستزراع المائي، حيث قام مركز "بداية" بتقديم كافة أوجه الدعم الفني والعلمي والمالي لتطوير النماذج الأولية.