المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات

تحقّق صناعة تصدير الخدمات التكنولوجية بنظام التعهيد، عائدات كبيرة للحكومة المصرية بالعملة الأميركية تقدّر في بعض الأحيان بين 1.6 إلى 1.7 مليارات دولار سنويا، كما فازت مصر بجائزة العام الماضي كأفضل دولة في العالم تقدم تلك الخدمات، ولكن ما هي خدمات التعهيد ومميزاتها في السوق المصرية.

تعدّ صناعة تصدير الخدمات التكنولوجية أو التعهيد هي تقديم الخدمات التكنولوجية للغير عبر مراكز للكول سنتر تقدم خدمات لشركات عالمية في الخارج انطلاقا من مصر وأيضا شركات محلية، وتعهيد خدمات إدارة وتشغيل مراكز الاتصال وأيضا تعهيد خدمات عمليات التشغيل أو الأعمال الإجرائية، إضافة إلى تعهيد خدمات تطوير البرمجيات والخدمات الفنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ويعمل بتلك الخدمات في السوق المصرية عدد ضخم سواء لخدمة شركات محلية أو متعددة الجنسيات يصل إلى نحو 90 ألف شخص من بينهم 50 ألف يقومون بالتعهيد الخارجي.

ووفقا لبيانات حكومية فإن الشركات العاملة في هذه السوق تمتلك القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية والأسواق الخارجية مما يمكنها من المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد القومي من خلال خلق فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية.

فازت مصر بجائزة أفضل دولة على مستوى العالم تقدم خدمات التعهيد لعام 2016، بعد اختيارها من قبل لجنة تحكيم مسابقة الجمعية العالمية لخدمات التعهيد "GSA"، وذلك في إطار المسابقة التي تنظمها الجمعية سنويا لاختيار أبرز المواقع في هذا المجال.

وعلى الرغم من حصول مصر على جائزة كأفضل دولة لتقديم هذه الخدمات فإن حجم صادرات هذه الخدمات في بلدان أخرى مثل كوريا الجنوبية إلى 163 مليار دولار والصين 10 مليارات دولار، والهند 60 مليار دولار، لا سيما أن الهند إجمالي صادراتها لأميركا يبلغ 65 في المئة، ولأوروبا 25 في المئة، ولليابان 3%، وذلك حسب ما أعلنه بعض خبراء في وقت سابق.

لكن مصر تمتلك مميزات تجعلها من الدول الواعدة لتقديم خدمات التعهيد مثل الشباب المدرب والتعدد اللغوي والموقع الجغرافي، حيث تمر بالأراضي والسواحل المصرية العديد من الكابلات البحرية، ودعم الحكومة المستمر لهذا القطاع الحيوي.

احتلت مصر المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤشر جاذبية الدول لتقديم خدمات التعهيد العالمية 2017 والصادر عن مؤسسة آي تي كيرني في سبتمبر الماضي، كما أن مصر لديها بنية تحتية تقنية تفوق الدول المنافسة، فيوجد خارج القاهرة القرية الذكية، وهي مجمع تجاري على مساحة ٦٠٠ فدان يستوعب حاليا احتياجات أكثر من 100 شركة، وهي مصممة خصيصا ليكون مركز الشرق الأوسط لإدارة صناعة تقنية المعلومات وصناعة التعهيد، بالإضافة إلى المنطقة التكنولوجية في المعادي والتي تصل نسبة الأشغال لـ100% وتوجد بها شركات مثل راية وأكسيد، إضافة إلى والمناطق التكنولوجية الجديدة التي يتم إنشاؤها.

ومن الشركات العالمية الموجودة في مصر وتقدم خدمات التعهيد، آي بي إم، ومايكروسوفت، وتليبرفورمانس، وستيام، وفودافون، وفاليو، وغيرها من الشركات العالمية.​