ارتفعت أسعار المشغولات الذهبية في السوق المصري،خلال عام 2019، بنسبة 11 في المئة، تزامناً مع أكبر وتيرة صعود للمعدن الأصفر منذ 9 سنوات بالسوق العالمي والتى وصلت إلى 20 في المئة، وعلى خلاف المتوقع جاء الصعود مدعوما بهدوء التوترات التجارية بين بكين، وواشنطن إضافة إلى توقعات تتعلق بتباطؤ الاقتصاد العالمي، فضلا عن  التوترات في الأوضاع الجيوسياسية والسياسية واتجاه البنوك العالمية لخفض الفائدة، ما دفع المستثمرين لشراءالذهب كملاذ أمن.

 رغم صعود الأسعار وارتفاع قيمة الذهب لدى التجار، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث تسبب هذا الارتفاع في معاناة السوق من حالة ركود كبيرة بالمبيعات، بحسب تجار محليين، وأكد التجار أن حجم مبيعات الذهب في السوق المصري خلال 2019 لم يتجاوز الـ 60 طناً بسبب ارتفاع الأسعار التى انخفضت بالمبييعات بنحو 60 في المئة، ما تسبب في غلق عدد من الورش وتغير نشاطها،وشهد المعدن الأصفر بالبورصة العالمية للذهب ارتفاعات متتالية خلال العام الجاري ليصل سعر الأوقية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء إلى 1524 دولاراً مقابل 1287 دولاراً مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، بدعم من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

أداء الذهب في مصر
وبالتزامن مع الارتفاع العالمي وتأثيره محلياً اتجهت أسعار الذهب بمصر إلى الصعود ولكن بنسبة أقل من البورصة العالمية بفعل قوة الجنيه أمام الدولار خلال العام والذي يعد أحد العوامل المؤثرة على السعر،وفقد ارتفع عيار 21 الأكثر شيوعاً بنحو 37 جنيها  للجرام منذ مطلع يناير/كانون الثاني والذي سجل فيه 643 للجرام، مقارنة بنحو 680 جنيهاً سعر تداولات اليوم الثلاثاء،وكمتوسط سعر شهري ارتفع عيار 21 للجرام بنحو 10 جنيهات بحلول فبراير/شباط ليصل إلى 653 جنيها، إلا أن عاود الانخفاض في مارس/آذار عند مستوى 643 جنيها ،أما في أبريل/نيسان، جاء المعدن النفيس على عكس توقعات المحللين، ليواصل وتيرة الانخفاض إلى 627 جنيها للجرام، كما انخفض سعره خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران ليسجل 613 و610 جنيها على التوالي.

 ثم عاود الصعود في شهر يوليو/تموز الماضي ليقفز سعر الجرام بنحو 48 جنيهاً ليسجل 658 جنيهاً، واستمر في الصعود خلال أغسطس/آب عند 660 جنيهاً، وقفز كذلك في تداولات سبتمبر/أيلول ليصل إلى 712 جنيها بارتفاع قدره 52 جنيهاً للجرام عن الشهر السابق له لتسجل أعلى وتيرة ارتفاع خلال عام 2019، لكنه ارتد للانخفاض في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني ليسجل 682 و677  جنيهاً للجرام على التوالي، بينما سجل في تداولات اليوم الثلاثاء نهاية شهر ديسمبر نحو 680 جنيهاً.

من جانبه، قال رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصري، إن السوق المحلي للذهب يشهد حالة ركود غير مسبوقة في المبيعات بسبب تراجع الإقبال عقب تحرك الأسعار منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وعزا رفيق عباسي تراجع المبيعات نتيجة لتراجع الطبقة المتوسطة في مصر عن الشراء في ظل ثبات معدلات الدخل، فضلا عن القفزة في سعر الذهب خلال العام بواقع 10في المئة.

  الدولار
 بسؤاله عن أسباب عدم تأثر السعر محلياً بنفس وتيرة الارتفاع العالمي، أوضح  عباسي، أن تراجع الدولار محليا كان السبب، فسعر الدولار منذ يناير/كانون الثاني الماضي وهو يشهد وتيرة انخفاض دون الـ 16 جنيها  تعد الأولى منذ 2017، كان عام 2019 إيجابياً للجنيه المصري منذ قرار تعويم سعر الصرف في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حيث سجل سعر الدولار أمام الجنيه أدنى مستوى منذ فبراير/شباط 2017، بحسب بيانات المركزي المصري،وحقق الجنيه المصري مكاسب أمام الدولار الأمريكي بنحو 1.87 جنيه على مدار عام 2019 ليسجل 15.99 للشراء و16.09 للبيع.

وأكد عباسي، أن حجم مبيعات القطاع كانت قبل عام 2011 تتعدى الـ 300 طنًا، متوقعاً حدوث حركة في المبيعات خلال اليومين المقبلين تزامنا مع أعياد الميلاد، وعلى جانب آخر، قال عضو مجلس إدارة شعبة المشغولات الذهبية، بالغرف التجارية، إن هناك تراجع في حجم الطلب على المعدن الأصفر تجلّى خلال الربع الأخير من عام 2019، بسبب زيادة الأسعار .

وأضاف إيهاب واصف، في اتصال هاتفي مع  "مباشر" اليوم الثلاثاء، أن حجم المبيعات خلال عام 2019، لم تتجاوز40 في المئة منها خلال العام الماضي، باستثناء فترة الأعياد ومناسبات عيد الأم التى يرتفع بها معدل البيع، وتوقع واصف، استمرار ارتفاع أسعار الذهب في السوقين العالمي والمحلي بالتزامن مع هدوء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إضافة إلى أن هناك نظرة إيجابية من جانب المستثمرين وهو ما يدفع إلى الإقبال على شراء الذهب باعتباره ملاذ آمن .

 توقعات 2020 عالمياً..

توقع محللون، أن يواصل المعدن الأصفر مكاسبة ليكسر حاجز الـ 1600 دولار للأوقية بالتزامن  مع إبقاء الفيدرالي  على معدل الفائدة في اجتماعه الأخير هذا العام دون تغيير، مع عدم اليقين بشأن تغيير في السياسة النقدية خلال عام 2020 ، ويتوقع بنك "جولدمان ساكس" أن يصل سعر الذهب عالمياً إلى مستوى 1600 دولار للأوقية في غضون الثلاثة والستة والـ12 شهراً المقبلة، وترجع تلك التوقعات إلى قوة الطلب الاستثماري على المعدن والتي ستعتمد على مخاوف وقوع ركود اقتصادية مع عدم اليقين السياسي.

أما بنك "مورجان ستانلي"، فيتوقع أن يظل سعر الذهب يتداول عند مستوى 1500 دولار للأوقية في غضون العام القادم، فيما يعتقد محللون في "سيتي جروب" أن أسعار الذهب قد تتداول عند مستويات مرتفعة لفترة أطول وأن المعدن النفيس سيتجاوز مستوى 2000 دولار للأوقية في غضون العام أو العامين القادمين، ويشير سوق خيارات بيع الذهب عند سعر 4000 دولار للأوقية بحلول شهر يونيو/حزيران عام 2021 إلى أن الآفاق المستقبلية بشأن المعدن الأصفر إيجابية للغاية، لكن في المقابل، يراهن الخبراء في بنك "جي.بي.مورجان" على هبوط أسعار الذهب في عام 2020 مع تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

قد يهمك أيضا : 

تراجع سعر غرام الذهب في مصر اليوم الخميس 3 جنيهات

 الذهب يرتفع عالميًّا ويربح 7 دولارات مع ضعف العملة الأميركية