القمح

شهدت أسعار القمح خلال تعاملات اليوم الأربعاء الموافق 9 من مارس الجاري داخل السوق المحلي، تراجعا بعد ارتفاعات متتالية على مدار الأيام الماضية، نتيجة للأزمة الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على أسعار السلع عالميًا بشكل عام.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة للقمح خلال تداولات اليوم الأربعاء، في بورصة شيكاغو ، حيث انخفضت أسعار العقود الآجلة للقمح و هبط عقد مارس لتداول القمح بمقدار 152.25 سنت، ليصل إلى 1273 سنتًا لكل بوشل، أي بنسبة 10.68%، عن الجلسة السابقة.

كما تراجعت أسعار عقود مايو الآجلة لتداول القمح، بمقدار 44 سنتًا، لتصل إلى 1242.5 سنت لكل بوشل.

وقالت وكالة بلومبرج أمس أن أسعار القمح هبطت من أعلى مستوياتها على الإطلاق، ، بعد أن وقف التجار على تأثير حرب روسيا في أوكرانيا، والتي حجبت واحدة من بين أكبر سلال الخبز على مستوى العالم، والتي دفعت الأسعار لتجاوز مستويات أزمة الغذاء العالمية عام 2008.

وهبطت أسعار العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو بنسبة 7.1% لتبلغ 12.02 دولار لكل بوشل عقب صعودها بنسبة 5.4% إلى 13.63 دولار للبوشل بعد افتتاح التداول مباشرة، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق.

جرى كبح الأسعار من خلال الحد الأقصى للزيادة اليومية خلال الأيام الستة الماضية، لذلك من المحتمل أن يكون المستثمرون قد قرروا جني الأرباح بمجرد بلوغ الأسعار أعلى مستوياتها في التاريخ، لكن ما يزال العالم يواجه أزمة إمدادات ضخمة حيث أسفرت الحرب بالفعل عن قف ما يفوق ربع صادرات القمح حول العالم.

وتابعت بلومبرج قال توبين جوري، الخبير الاستراتيجي الزراعي في مصرف "كومنولث بنك أوف أستراليا": "ستوجد نقطة الآن ينتهي عندها هذا الضيق، وليس من الممكن أن يواصل السعر الصعود إلى الأبد، رغم ذلك، ما تزال المشكلات التي قادت الأسعار إلى مستويات مرتفعة للغاية موجودة، والتي ستنطوي على زيادة الأسعار بدولار واحد أو أدنى من ذلك، وربما لا تتلاشى سريعاً للغاية".

كانت أسعار العقود المستقبلية أيضاً تتقدم على السوق الفورية في الولايات المتحدة، حيث كان بعض المشترين عاجزين أمام الأسعار العالية.

بداية من الحقول إلى مصانع المعالجة ووصولاً إلى الموانئ، أسفر الغزو الروسي عن توقف أنشطة الزراعة في أوكرانيا، كما تواجه أعمال الزراعة والحصاد خلال السنة الجارية تهديداً جراء العجز في إمدادات البذور والأسمدة ويفر المزارعون بعيداً عن مناطق القتال قبيل أسابيع فقط من بدء العمل في الحقول في فصل الربيع.

جرى تقييد التجارة مع روسيا إثر اندلاع الحرب والعقوبات الشاملة المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. لا تورد أوكرانيا وروسيا فقط ما يزيد على ربع شحنات القمح حول العالم، بيد أنهما أيضاً من بين كبار المصدرين للذرة والشعير وزيت عباد الشمس. يجري تداول الذرة على مقربة من مستوى هو الأعلى منذ سنة سنة 2012، بينما بلغ زيت فول الصويا وزيت النخيل مستويات قياسية.

بلغت تكاليف الغذاء فعلاً مستويات قياسية على مستوى العالم، والصعود الهائل في أسعار الحبوب وزيت الطهي منذ الغزو الروسي لن يسفر سوى عن صعودها، وهو ما سيدفع المزيد من الأشخاص إلى براثن الجوع ويوسع من الإنفاق الحكومي على دعم المواد الغذائية.

أثار ارتفاع الأسعار مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي وحرك ذكريات تعود لما يزيد عن عقد من الزمان، عندما نتج عن صعود الأسعار أعمال شغب بسبب الغذاء في أكثر من 30 دولة، بما فيها منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، وساهم ذلك في الصراع السياسي وثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط.

ارتفعت أسعار كل من القمح والأرز، وهما أهم سلعتين غذائيتين، خلال النصف الأول من سنة 2008 إلى ما كان يعد مستويات قياسية في ذلك الحين. أما خلال العام الجاري، فبينما صعد سعر القمح بزيادة هائلة، كان تراجع سعر الأرز مقترباً فقط من أعلى مستوى له منذ شهر مايو 2020.

يتنامى صعود أسعار الخبز غير المدعوم في مصر، التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، فيما تدرس الحكومة زيادة سعر الخبز المدعم الذي يستهلكه ملايين المواطنين.

لجأت الحكومات حول العالم لاتخاذ تدابير للحفاظ على الإمدادات الغذائية. ستشرع صربيا في خفض صادرات القمح وتفرض المجر حظراً على شحنات الحبوب.

تحركت أيضاً كل من الأرجنتين وتركيا وإندونيسيا باتجاه زيادة التحكم في المنتجات المحلية. تحاول الصين، التي تعد أكبر مستورد للذرة وفول الصويا وواحدة من بين أكبر مشتري القمح، تأمين الحصول على الإمدادات الأساسية.

قد يهمك أيضأ :

غرف صناعة الحبوب المصرية تكشف أن مخزون القمح آمن ويكفي لأكثر من 4 أشهر

وزير المالية المصري يؤكد أن ارتفاع أسعار القمح عالميا يكلف الدولة 15 مليار جنيه