القاهرة - مصر اليوم
أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن هناك تكليفًا رئاسيًا بتوفير التمويل اللازم لتحسين حياة الناس على نحو مستدام في «الجمهورية الجديدة»، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، وتعزيز أوجه الإنفاق على الصحة والتعليم، وتلبية الاحتياجات التنموية للمواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، وتيسير سبل العيش الكريم.
قال الوزير، في ندوة بالهيئة الوطنية للصحافة اليوم- الأربعاء- بحضور عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة، والدكتور إيهاب أبوعيش نائب الوزير لشئون الخزانة، وقيادات وأعضاء مجلس إدارة الهيئة ورؤساء مجلس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية، إن العالم يرى مصر تنطلق على الطريق الصحيح، في كل المجالات حيث يقود الرئيس عبدالفتاح السيسى مسارًا شاملًا للبناء والتنمية لتغيير وجه الحياة على أرض مصر، وقد تلقينا هذه الإشادات في مختلف المحافل الدولية، ولاحظنا اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الأجانب بدراسة الفرص الاستثمارية الواعدة بمصر، في ظل بيئة محفزة للأعمال، وإرادة سياسية قوية لزيادة مساهمات القطاع الخاص في النشاط الاقتصادى خلال الثلاث سنوات المقبلة من ٣٠٪ إلى ٥٠٪ لتوفير مليون فرصة عمل مطلوبة سنويًا، مشيرًا إلى ردود الأفعال الإيجابية لإلغاء حالة الطوارئ التي تنعكس في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية.
أضاف الوزير، أن الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها الرئيس السيسى وساندها الشعب المصري، جعلت الاقتصاد المصري أكثر قدرة على امتصاص الصدمات، والتعامل المرن معها مثل أزمة الأسواق الناشئة، وجائحة كورونا، وأزمة اضطراب سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع تكاليف الشحن، موضحًا أن الاقتصاد المصري مازال متماسكًا وقادرًا على تحقيق المستهدفات المنشودة في موازنة العام المالي الحالي رغم كل التحديات، بتسجيل معدل نمو ٥،٦٪ وفائض أولى ١،٥٪ وخفض عجز الموازنة إلى ٦,٧٪ من الناتج المحلي الإجمالي الذي نتوقع أن يبلغ ٧,١ تريليون جنيه؛ بما يؤكد أن تنوع هيكل الاقتصاد المصرى يسهم في تسجيل نمو حقيقى ومستدام أكثر شمولاً وتأثيرًا على حياة الناس.
أضاف الوزير، أن مصر كانت من أفضل الدول في خفض معدل الدين للناتج المحلي بنسبة ٢٠٪ خلال الثلاث السنوات قبل «الجائحة»، حيث تراجع معدل الدين من ١٠٨٪ في العام ٢٠١٦/ ٢٠١٧ إلى ٨٧،٥٪ بنهاية العام المالى ٢٠١٩/ ٢٠٢٠، لافتًا إلى ارتفاع متوسط المديونية العالمية للدول الناشئة إلى ١٧٪ والدول الكبرى إلى ٢٠٪ خلال «الجائحة»، بينما شهدت نسبة الدين للناتج المحلي لمصر زيادة طفيفة رغم السياسات التنموية غير المسبوقة التي تتبناها مصر حيث بلغ معدل الدين نحو ٩١٪ بنهاية العام المالى ٢٠٢٠/ ٢٠٢١، وهو معدل يقل عن المسجل لبعض الدول الأوروبية، وتسعى الحكومة إلى تبنى استراتيجية متوسطة المدى؛ من أجل الحفاظ على المسار النزولى لخدمة الدين التي تراجعت من ٤٠٪ من إجمالي الموازنة بنهاية ٢٠٢٠ إلى ٣٦٪ في يونيه ٢٠٢١، ونستهدف ٣٢٪ من إجمالي الموازنة خلال موازنة العام المالى الحالى.
أشار الوزير، إلى أننا ماضون بقوة نحو ميكنة الاقتصاد المصرى، بما يضمن دمج الاقتصاد غير الرسمى، ورفع حجم الناتج المحلى الإجمالى، ومن ثم تحسين مؤشرات الأداء المالى والاقتصادى، وتعزيز أوجه الإنفاق على الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وتعظيم الاستثمارات التنموية، والتوسع في المشروعات الإنتاجية وتوسيع القاعدة التصديرية؛ تحقيقًا للتكليف الرئاسى بالوصول بحجم الصادرات المصرية إلى ١٠٠ مليار دولار سنويًا، ومن ثم تقوية أداء العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، لافتًا إلى أن الحكومة رغم الجائحة وما تفرضه من تداعيات على أداء الموازنة العامة للدولة، استطاعت لأول مرة خلال عام ونصف صرف ٣٠ مليار جنيه للمصدرين من المستحقات المتأخرة لدى صندوق تنمية الصادرات.
أوضح الوزير، أننا حريصون على استقرار السياسات الضريبية، وأنه لا نية لزيادة الأعباء الضريبية على المواطنين، مؤكدًا أننا نستطيع بمشروعات ميكنة الضرائب والجمارك تحقيق مستهدفات الإيرادات الضريبية بموازنة العام المالي الحالي، وقد لاحظنا نمو إيرادات الضريبة على القيمة المضافة ٢٥٪ خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر ٢٠٢١ مقارنة بنفس الفترة من العام المالى الماضي.
أضاف الوزير، أن مصر استطاعت أن تقدم نموذجًا رائدًا في تطبيق منظومة «الفاتورة الإلكترونية» حيث انضم إليها حتى الآن أكثر من ٥ آلاف شركة يرفعون أكثر من نصف مليون وثيقة إلكترونيًا يوميًا تتجاوز مليون وثيقة يوميًا في مارس المقبل، لافتًا إلى أن منظومة «الفاتورة الإلكترونية» نجحت في كشف أكثر من ٣٠٠٠ حالة تهرب ضريبى، وتم تحصيل فروق ضريبية من مستحقات الخزانة تقترب قيمتها من ٤ مليارات جنيه.
أشار الوزير، إلى أن الدولة لن تتعامل في البيع والشراء أو تلقى الخدمات إلا مع الشركات المنضمة لمنظومة «الفاتورة الإلكترونية»، لافتًا إلى أنه سيتم إطلاق المرحلة الثانية من ميكنة الإجراءات الضريبية الموحدة في ديسمبر المقبل، كما سيتم بدء التطبيق الفعلي لمنظومة الإيصال الإلكتروني في منافذ البيع والشراء وتقديم الخدمات، أول أبريل المقبل، من خلال التوظيف الأمثل للحلول التكنولوجية في متابعة التعاملات التجارية بين الممولين والمستهلكين لحظيًا؛ على نحو يُسهم في تعظيم جهود دمج الاقتصاد غير الرسمى في الاقتصاد الرسمي.
أكد الوزير، أننا قطعنا شوطًا كبيرًا في تطوير وميكنة المنظومة الجمركية وفقًا للمعايير الدولية، وتبسيط الإجراءات على نحو يُسهم في تحفيز الاستثمار، وأننا ماضون في تنفيذ التكليفات الرئاسية بتقليص زمن الإفراج الجمركى لأقل من يوم؛ بحيث تكون الموانئ المصرية بوابات عبور وليست أماكن لتخزين البضائع، موضحًا أن تطبيق المنصة الإلكترونية الموحدة «نافذة» بالمنافذ الجمركية أسهم في تقليص زمن الإفراج الجمركى لأقل من ثلاثة أيام حيث يُمكن إنهاء إجراءات الإفراج الجمركى قبل وصول البضائع.
قال الوزير، إن مصر نجحت في تنفيذ منظومة التسجيل المسبق للشحنات بالموانئ البحرية «ACI»، وأننا حريصون على التفاعل الإيجابى مع مجتمع الأعمال وتذليل أي عقبات قد تواجهه عند تطبيق هذا النظام الجديد الذي يسهم في التخلص نهائيًا من ظاهرة البضائع المهملة والراكدة، والمستورد «الكاحول» مجهول الهوية، وتقليص زمن الإفراج الجمركى، وتحسين جودة السلع بالأسواق المحلية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
وزير المالية المصري يعلن طرح شركة للاكتتاب العام في البورصة المصرية الشهر الجاري
محمد معيط يؤكد على إنفاق 30 مليار جنيه لدعم الصادرات خلال عام ونصف