القاهرة - أ.ش.أ
كحدث عملاق بالفعل يعبر المؤتمر الاقتصادي المصري المرتقب في شرم الشيخ بحضور عمالقة الاقتصاد العالمي عن "ثقافة الاتقان" بقدر ماينطوي على العديد من القيم الثقافية الايجابية مثل التفكير الابتكاري واعلاء قيمة الأمل وتحدي اليأس والاحباط وتأكيد الثقة بالذات المصرية المنفتحة على العالم وتوافر ارادة الاصلاح والتحديث.
واذا كانت ثقافة الاتقان واجب الوقت فمن الأهمية تجنب "جلد الذات" مع قراءة واعية للنماذج الناجحة فى ثقافة الاتقان فى عالم بات قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات.
وهذا المؤتمر الاقتصادي المرتقب بعد غد "الجمعة" الذي يجسد بحق كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "ارادة مصر في التنمية" انما يعني ايضا حضورا لثقافات متعددة ومتنوعة يعبر عنها ممثلو 121 دولة تتوزع على مختلف انحاء العالم فضلا عن المنظمات الاقليمية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية والبنوك الاستثمارية وصناديق التنمية.
ومن الدال ان يكون مفتاح الحياة الفرعوني رمزا لهذا المؤتمر العالمي الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ فيما يرمز هذا المفتاح الى الكون ذاته والحضارة المصرية القديمة ونهر النيل الذي يعد شريان الحياة للمصريين فيما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد قال في سياق الاحتفال بيوم الشهيد :"لاافكر الا في شييء واحد هو بلدي ورفاهية شعبي" مؤكدا على ان المصريين هم صناع الحضارة والانسانية والحياة.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ان الدولة المصرية جاهزة لهذا المؤتمر العالمي الذي يستمر حتى الخامس عشر من شهر مارس الجاري ويعد ذراع مصر "بشكل جيد جدا" لافتا الى ان "التنمية ليست فقط ان يأتي احد ليستثمر امواله وينفذ مشروعات في مصر بل ان يعتمد المصريون على انفسهم".
واوضح في سياق هذا الاحتفال الذي شهد افتتاح 19 مشروعا جديدا ان "الأمن القومي بمعناه الشامل لايقتصر على الاستعداد العسكري للدفاع عن الدولة بل يشمل التنمية في كل المجالات وزيادة معدلات النمو".
وتتلقى الجماعة الثقافية المصرية بارتياح بالغ الاشارات التي يطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في اتجاه "التفكير الابتكاري ومايعرف بالتفكير خارج الصندوق والبحث عن حلول غير تقليدية سواء للمشاكل الاقتصادية او غيرها".
ويرى الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة ان المؤتمر الاقتصادي المرتقب في شرم الشيخ يمهد لمرحلة جديدة في ظل واقع اقتصادي جديد معيدا للأذهان ان الكثير من احلام التحديث والتطوير في مراحل سابقة "ضاعت في دوامة البيروقراطية العريقة".
ولئن تناول فاروق جويدة بمنظور نقدي تجربة الانفتاح الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي بمصر وعدم التركيز على المشروعات الانتاجية حينئذ فان الكثير من المثقفين المصريين يؤكدون الآن على اهمية الدروس المستفادة من تجارب ناجحة في دول اخرى.
فبلد فى حجم الصين سعى ويسعى لتعلم الدروس المستفادة من تجربة سنغافورا الناجحة فى النمو التى اسسها لى كوان يو وهى تجربة ترتكز على ثقافة الاتقان ونهج العمل المنضبط والقضاء على الفساد بكل اشكاله والنظام القائم على الجدارة وهذا ماادركه مبكرا الزعيم الصينى دينج شياو بينج وهو يطلق سياسات الانفتاح ويقارن بين التجارب التنموية الناجحة والانسب لظروف بلاده.