أنقرة_وكالات
تتجه أنظار الكويتيين إلى العقار التركي باعتباره من الوجهات الاستثمارية المتميزة والرخيصة بالنسبة لقطاع كبير منهم، في ظل الإغراءات الكبيرة التي تقدمها الشركات الكويتية المسوقة للعقار التركي، عبر الحملات الإعلانية والإعلامية المكثفة التي انتشرت مؤخرا، مستغلة تواضع قيمته الشرائية بالمقارنة بأسعار العقار بالدولة الخليجية التي بلغت أسعارا فلكية .وقال متخصصون في السوق العقاري الكويتي: إن أسعار العقارات بتركيا مازالت تمثل فرصا استثمارية، خاصة أن سعر الشقة في الكويت مساحة 40 مترا يتجاوز ثمنها 45 ألف دينار أي ما يقارب 150 ألف دولار، وأن هذا المبلغ يتيح شراء فيلا في تركيا في المناطق الداخلية. وقال المتخصصون في لقاءات خاصة مع وكالة "الأناضول": إن الزخم الحالي في الكويت نحو العقار التركي أمر طبيعي في ظل البحث عن وجهات استثمارية، بعدما تراجعت أسعار الوحدات العقارية في تركيا لأدني مستوياته خلال العامين الماضيين .وأشاروا إلى أن أهم المزايا التي جذبت المستثمرين الكويتيين للعقار التركي، أن عمليات العرض تكون على وحدات قائمة، وبالتالي يمكن للعميل مشاهدتها على أرض الواقع وهو من الأمور النفسية الجيدة، بعيدا عن الشراء على المخططات، موضحين أن المستثمر يدفع ويستلم وحدته أو فيلته فور التعاقد مباشرة. الإقبال على العقارات التركية تحول إذن إلى حديث الساعة بين الكويتيين، واستغلت المعارض العقارية الكبرى التي تقام على أرض الكويت بين الحين والآخر هذا الحدث، فقد استحوذ العقار التركي على 75% من إجمالي المعروض من الوحدات السكنية في المعارض، وهو ما يؤكده وليد القدومي العضو المنتدب لمجموعة " توب إكسبو لتنظيم المعارض والمؤتمرات " التي تنظم معرض العقار والاستثمار الدولي بالكويت مرتين سنوياً .أما أمين سر اتحاد العقاريين الكويتي قيس الغانم، فقدم تفسيرا لإقبال الكويتيين على العقارات التركية قائلا "الصعود الكبير في أسعار الأراضي داخل الكويت، وارتفاع أسعار العقارات الداخلية بالتبعية أجبر المستثمرين في البحث عن وجهات خارجية، وفي مقدمتها تركيا التي قدمت نفسها عبر شركات التسويق أنها استثمار المستقبل، وأن من يشتري اليوم قبل الغد سيفوز بفرص جيدة وساهم في فتح الباب على مصراعيه لتملك الأجانب للعقارات، وهو ما عزز ثقة المستثمرين فيه. وقال أحمد الصفار رئيس شركة دار الكوثر العقارية ، إحدى شركات المجموعة الخليجية للتنمية والاستثمار: إن سعر فيلا خارج العاصمة التركية قد يوازي سعر شقة في الكويت، موضحا أن الأسعار تتفاوت حسب المناطق، فالشقق في منطقة " بورصة " مثلا تبدأ من 10 آلاف دينار كويتي – 36 ألف دولار، بينما في مناطق أخرى أكثر رقياً ترتفع الأسعار حسب الأحياء والمساحة، ففي منطقة "بدروم" تبدأ الفيلا من مليون دولار وتتصاعد حسب مساحتها وموقعها.وأقامت السفارة التركية في الكويت مؤخرا عدة مؤتمرات تعريفية للعقار التركي كان لها صدي جيد في كشف مزايا العقار التركي في مقدمتها البيئة الاستثمارية والإجرائية الجاذبة، والعوائد المرتفعة، والأسعار التنافسية . وكان "رجب قزيلجك" محافظ مدينة "طرابزون" المطلة على البحر الأسود قد اشار في وقت سابق إلى أن السياح العرب يقتنون البيوت والأراضي في المدينة، حيث بلغ عدد الأماكن التي يتملكونها، حوالي 400 مكان ما بين بيت وقطعة أرض، مشيرًا إلى أنهم يرجحون السكن في الأماكن المرتفعة المطلة على البحر، ذات الهواء الطلق والنسيم العليل.وقدم وليد القدومي تفسيرا لإقبال الكويتيين على العقارات التركية قائلا " أن ما يجعل تركيا وجهة مفضلة للكويتيين هو عاداتها الإسلامية ، وتشابه بيئتها الشعبية والتراثية مع نظيرتها العربية ،ما عزز الرغبة الكويتية في الشراء بتركيا بكافة مناطقها بلا استثناء ، سواء في العاصمة أنقرة أو إسطنبول أو المناطق الجبلية أو الساحلية". وبلغ إجمالي عدد السياح الأجانب في تركيا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام 4 ملايين و214 ألف سائح، مسجلاً زيادة تقترب من مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من عام 2012 حيث بلغ عددهم في نفس الفترة 3 ملايين و439 ألف سائح. وكشف قيس الغانم عن أن أسعار العقارات التركية مغرية ومناسبة للأوضاع المالية للكويتيين على مختلف شرائحهم ، حيث يبدأ سعر بعض الشقق من 9 آلاف دينار ما يعادل 32 ألف دولار .ويقبل المستمرون الكويتيون في تركيا علي المساحات التي تبدأ من 35 مترا مربعا" استديو" وتتعدي ال100 متر مربع للشقق، في حين يصل الأمر إلى 250 مترا للفيلات.المستثمر الكويتي وجد في العقار التركي مكاسب مجزية، حيث لا يقل العائد السنوي للعقار في تركيا عن 6%، ويصل في بعض الأحيان إلى 30% حسب القدومي.وذكر أحمد الصفار أن غالبية الكويتيين يفضلون الشراء خارج إسطنبول، لاسيما في المناطق السياحية، وكذلك في بعض المواقع الهادئة داخل العاصمة ، في حين أن هناك فئة أخرى - أغلبهم من الشباب - ترغب بالتواجد في إسطنبول أو العاصمة بجوار المولات التجارية ، والأمر الذي ساهم في تنوع الرغبات أن الكثير من الكويتيين زاروا تركيا أكثر من مرة ويعرفونها عن ظهر قلب