القاهرة - سهام أحمد
يبدو أن تمسك الدولة بسعر رغيف الخبر عند 5 قروش منذ 30 سنة حتى الآن، لن يظل طويلًا، خاصة مع ارتفاع التكلفة الإنتاجية، بسبب زيادة أسعار المحروقات والكهرباء، ثم قرار وزارة التموين والتجارة الداخلية، بوقف دعم الدقيق لـ«برنامج الخبز المدعم» اعتبارًا من شهر أغسطس المقبل.
كشف الدكتور أنور النقيب، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق للشئون الاقتصادية، إن قرار تحرير سعر الدقيق للمخابز بداية من أغسطس المقبل جيد، وخاصة أن أصحاب المخابز أثاروا أزمات كبير خلال الفترة الماضية من سرقة للدعم وبيع الدقيق في السوق السوداء.
وأضاف أن هذا القرار ما هو إلا حرب تكسير عظام بين الدولة وأصحاب المخابز، متابعًا: "اعتراض أصحاب المخابز بشأن تأخير صرف التموين فروق التكلفة يوميًا ليس له سبب واضح، فهم يحققون أرباحًا من المنظومة.
وأوضح أن ما أثير الآن حول اتجاه الدولة لتحويل الدعم العيني إلى نقدي، أمر وارد حدوثه من الغد، في ظل عدم وضوح سياسات الحكومة الاقتصادية والاستراتيجية، مضيفًا: "الحكومة ليس لديها شفافية مع الإعلام والشعب وتسود حالة من الضبابية على قراراتها".
وأشار إلى أن الحكومة لن تظل تدعم رغيف الخبز طويلًا بعد ارتفاع أسعار المحروقات الأخيرة، ومع تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي، وخاصة أن التكلفة الحقيقية لرغيف الخبز، تتخطى 55 قرشًا عن السعر المدعم وهو 5 قروش.
وأضاف عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة، إن قرار التموين بتحرير سعر الدقيق لن يكون تحريرًا بنسبة 100%، بل هو تحرير جزئي خلال الفترة الراهنة.
وتابع أن المنظومة الجديدة تقوم على حساب فروق التكلفة بشكل يومي وإعطائها إلى أصحاب المخابز من خلال البنك الذي يتم يتعامل معه أصحاب المخابز.
وأوضح، أنه في حال عدم تنفيذ صرف فرق التكلفة بشكل يومي كما وعد الوزير علي المصيلحي، ستحدث أزمة تؤدي إلى تحميل التكلفة لأصحاب المخابز.
وأشار إلى أن الدولة خلال الفترة الحالية لن تقدر على تحويل دعم رغيف العيش إلى نقدي، لأنه أكتر سلعة تمس المواطن البسيط، قائلًا: "من الصعب تنفيذ هذا القرار مع الإصلاحات الاقتصادية".
وتابع: "رفع سعر رغيف الخبز، دي حاجة خاصة بالحكومة ولا دخل لأصحاب المخابز فيها، فهي عليها التنفيذ فقط"، مضيفًا: "أنا أرى أن الدولة ستظل تدعم رغيف الخبز حتى تنتهي من خطتها الخاصة بالإصلاح الاقتصادي الداخلي".
وقال حسين بودى، رئيس رابطة أصحاب المطاحن، ورئيس شعبة مطاحن 82٪ بغرفة صناعات الحبوب، إن قرار تحرير سعر الدقيق والقمح، يعني أن المطاحن ستأخذ الدقيق بـ«السعر الحر»، والمخابز ستأخذ الدقيق بسعر الحر عن طريق الدفع المباشر "كاش"، وليس بالآجل كما كان يحدث في السابق، على أن يبدأ ذلك الشهر المقبل.
وتابع أن القرار يساعد على ضبط منظومة دعم الخبز في التموين، بالإضافة إلى أنه يساهم في القضاء على ظاهرة بيع الدقيق في شكل غير قانوي، ما يصب في صالح المستهلك.
وأشار إلى أن ما تردد عن أن قرار تحرير سعر الدقيق والقمح، خطوة من خطوات تحويل الدعم العيني إلى نقدي، محتمل حدوثه ومحتمل عدم حدوثه.
وأوضح أن الحكومة ليس لديها نية فى الوقت الحالي، لرفع سعر رغيف الخبز المدعم، فهو مازال حتى الآن بسعر 5 قروش.