واشنطن - مصر اليوم
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية /الاثنين/ أن المحادثات التجارية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في نهاية هذا الأسبوع قد رفعت الآمال بشأن التوصل إلى حل سلمي للحرب الجمركية والاقتصادية بين البلدين ، إلا أنه رغم ذلك تغيرت العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين بشكل دائم.
وأضافت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن ترامب وافق خلال العشاء الذي حضره بعد قمة مجموعة العشرين يوم أمس الأول على إلغاء زيادة الرسوم الجمركية المخطط لها أن تتفعل في مطلع يناير المقبل، في مقابل زيادة المشتريات الصينية من السلع الزراعية والصناعية الأمريكية.
كما سيبدأ الجانبان محادثات حول "التغييرات الهيكلية" في الممارسات الصينية ، بما في ذلك نقل التكنولوجيا القسري وسرقة الأسرار التجارية والحواجز غير الجمركية،والهدف من وراء ذلك هو تأمين إبرام اتفاقية في غضون 90 يوما.
وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة عن فريزر هوي - مؤلف كتاب "الرأسمالية الحمراء" حول صعود الصين المالي - قوله: "يجب أن تكون الأسواق سعيدة ، حيث يتم تأجيل الأسوأ.. لكنني لا أرى أن الغرب يعود إلى التعاون مع الصين كالمعتاد" .
كما أشارت الصحيفة إلى حقيقة أن المصنعين الأمريكيين ازداد اعتمادهم خلال ربع القرن الماضي على العمال الصينيين ذوي الأجور المنخفضة لإنتاج الأيونات والملابس والأجزاء الصناعية، وفي المقابل استثمرت الصين أكثر من 140 مليار دولار في الولايات المتحدة منذ عام 2000، وفقا لمجموعة روديوم الاقتصادية.
وبعد ما يقرب من عام على الخطاب الأمريكي الدافئ، هزّت الجمارك المتصاعدة والقيود المشددة على الاستثمار وضوابط التصدير المسئولين الحكوميين الصينيين والمسؤولين التنفيذيين العالميين....بحسب قول "واشنطن بوست".
وتابعت الصحيفة أن عودة ترامب المفاجئة إلى سياسة حافة الهاوية لإبرام اتفاق تجاري جديد في أمريكا الشمالية - والذي وقعه يوم الجمعة الماضية مع زعماء المكسيك وكندا - تُضفي المزيد من الغمامة على عدم القدرة على التنبؤ بسياسات الولايات المتحدة.
وأوضحت أن قرار ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على أكثر من 250 مليار دولار من السلع الصينية دفع بكين إلى الانتقام بشراء فول الصويا من البرازيل بدلا من الولايات المتحدة .
فضلا عن ذلك، فإن تعامل ترامب مع شركة "زد تي إي" العالمية الصينية وقيامه بفرض عقوبات عليها بزعم انتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وكوريا الشمالية، أدى إلى حث الرئيس الصيني على تسريع خطط بلاده لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا.