الكاتب الكبير وحيد حامد

وجه بشوش وابتسامة بسيطة، اجتماعي من الدرجة الأولى، يعشق تجمعات الأهل والأصدقاء، إلا أنه كان يميل إلى العزلة والهدوء والجلسة مع النفس، لذا كان اختيار الكاتب الراحل وحيد حامد، الذي توفى اليوم، عن عمر يناهز 77 عاما، الإقامة بشكل شبه دائم فندق جراند حياة بوسط البلد، وذلك منذ عام 1974، والذي اتخذه كاستراحة يصفي فيه ذهنه، إلا أن إدارة الفندق بعد 37 عاما، من سكنه بإحدى الغرف، تعنتت معه كثيرا، ورفعت قيمة الإيجار السنوي للغرفة إلى 400 ألف جنيه، بدلا من 120 ألف جنيه بعام 2010.

نزاعات وخلافات كثيرة حدثت بين الراحل وحيد حامد وإدارة الفندق، قرر حينها التقدم ببلاغ ضد الإدارة لدى شرطة السياحة والآثار، بسبب رفع قيمة الإيجار المتعاقد عليها بشكل مفاجئ دون حتى إخطاره، وبحسب ما كتبه في إحدى مقالاته الصحفية لم تكن هذه المرة هي الأولى التي يرفع فيها الفندق تكلفة إيجار الغرفة، ولم يعترض حينها وكان يلتزم بالدفع، لكن تكرار الأمر أثار غضبه، وقرر اللجوء للقانون. وجاء في بلاغه «أنه يقيم في غرفه داخل الفندق منذ عام 1974 ويدفع إيجار سنوي للفندق بموجب عقد أبرمه مع الإدارة بزيادة نسبة الإيجار 10% سنويا، وسدد مبلغ 100 ألف جنيه قيمه إيجار عام 2010. وأثناء قيامه بدفع إيجار عام 2011 طلبت إدارة الفندق بدفع مبلغ 400 ألف جنيه قيمة الإيجار السنوي، فاعترض على الزيادة». وعندما فشل الراحل، في التوصل إلى حل مع إدارة الفندق، باشرت نيابة مصر القديمة التحقيق بعد تقدمه بالبلاغ.

يذكر أن الراحل وحيد حامد، كان يعشق الجلوس يوميا، في ركن أمام نهر النيل داخل فندق جراند حياة، بوسط القاهرة، في هدوء تام، بعيدا عن الناس، ويكتفي بأوراقه وفنجان قهوته المفضلة، ثم يترك العنان لخياله الخصب، ويبدع في كتابته التليفزيونية والسينمائية. وكان يقابل في هذا الركن جميع أصدقائه من الفنانين والإعلاميين، وكانت أكلته المفضلة هي «الكوسة» أما المشروبات فهي القهوة والشاي الأخضر، وكان يحب التسوق بنفسه وشراء الخضروات والجرائد اليومية.   وغيب الموت السيناريست الكبير وحيد حامد، صباح اليوم، داخل مستشفى الصفا بالمهندسين عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض.

وتعرض حامد لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى، بشأن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، فيما تكتمت الأسرة على أنباء الأزمة، التي تعرض لها الكاتب الكبير، حفاظًا على حالته النفسية. الأيام الأخيرة ونُقل حامد إلى المستشفى قبل 10 أيام في حالة صحية صعبة، إذ أصيب بخلل في وظائف الكبد تسببت في ارتفاع نسبة الإنزيمات بدرجة كبيرة، وذلك نتيجة لمشاكل متكررة في القلب خلال الأعوام الأخيرة. وأودع حامد غرفة العناية المركزة، ودخل في غيبوبة بعد تدهور حالته، حيث لازمه نجله المخرج مروان حامد في المستشفى، الذي فرض حالة من السرية على مرض والده استجابة لرغبته.

وتقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر حسبما أعلن نجله المخرج مروان حامد. يذكر أن وحيد حامد، تم تكريمه في الدورة الثانية والأربعين، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة المنتج محمد حفظي، وهو الظهور الأخير له بالمهرجانات، كما حل ضيفًا على الإعلامي شريف عامر، في برنامج «يحدث في مصر»، المذاع عبر فضائية «mbc مصر»، في لقاء خاص بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
أبرز ما جاء بلقاء حامد الأخير

- أنا الحاجات اللي تستحق الندم في حياتي براجع نفسي بقول الحمد لله أنها مكنتش حاجات كبيرة زي في أعمال عملتها ومكنتش راضي عنها وربما أساءت لناس دون قصد.

- فيلم «الإرهاب والكباب» بطولة عادل إمام ويسرا، تم تسميته عن طريق أحد عمال الإضاءة بعد أن كانت هناك حيرة شديدة على تسمية الفيلم.

- كنت بضيف بعض المشاهد الجنسية قبل المشاهد اللي هتحذفها الرقابة بسبب توابعها السياسية، عشان المشاهد السياسية تمر وكانت بتمر بعض الأحيان واكتشفوها في إحدى المرات.

- اكتشفت إني صادق ولم أكذب على الناس، حتى الحاجات الغلط اللي عملتها ماكذبتش على الناس فيها.

قد يهمك أيضًا:

العاملون في نايل سينما يرفضون قرار الإطاحة بالسيناريست سيد فؤاد

«نايل سينما» تغير خريطتها البرمجية لوداع وحيد حامد