الفنان علاء ولي الدين

لم تفارقنا صورته ونحن فى الطريق إلى بيته.. براءته ووجهه الطفولى.. إيفيهاته التى يحفظها الجميع.. أدواره التى أمتعتنا وقدمت حلولا لبعض مشكلاتنا.. ناظر مدرسة الضحك الراقى عاشور عاشور عاشور، وعبود الجندى الطيب خفيف الظل، والست جواهر أم الناظر صلاح الدين التى عبرت عن شخصية الأم المصرية بكل تفاصيلها.. تصعد درجات السلم إلى شقته فترن فى أذنك عباراته «كله ضرب ضرب مفيش شتيمة.. واكلة كرنب وهابهدلك.. ياعينى عالحلو لما تبهدله الأيام.. يعيش الوطن واحنا مش مهم.. لف وارجع تانى.. اعمل نفسك ميت».. وقبل أن تضحك تنتبه لتجد نفسك فى هذه الشقة التى عاش ومات فيها وقد خلت من أحبابها، هجرها الضحك والسعادة، أصبحت خاوية إلا من الحزن والألم، وشقيق لم يبق له فى الدنيا إلا ذكريات بيت كان يجمعه بأحبابه الذين رحلوا تباعا، والده وشقيقاه ثم والدته، بعد أن كان عامرا بنجوم الفن، تجمعهم موائد طعام تتقنه الأم وضحكات من القلب لم تدم إلا قليلا لتحل محلها ابتلاءات وأحزان.
 
 لا تصدق أن هذا هو حال البيت الذى عاش فيه الفنان الكوميدى الراحل علاء ولى الدين، تشعر حين تستمع إلى من تعاملوا معه وعاشروه أنه يقترب من صفات الملائكة، ولا تصدق أن هذا الكائن الملائكى الذى ينشر الابتسامة عانت أسرته من كل هذه الأحزان بدءا من وفاة والده الفنان سمير ولى الدين بشكل مفاجئ، مرورا بصدمة وفاة علاء الذى أصبح كبير العائلة، ثم حادث وفاة شقيقه خالد وزوجته اللذين تركا طفلا لا يتجاوز عمره 6 سنوات، فتلقت الأم كل هذه الصدمات ونزف قلبها حتى الموت.