يعود نوفاك ديوكوفيتش إلى استراليا المفتوحة للتنس ساعيا لإحراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي في ملبورن بارك حيث لا تزال ذكرى النهائي الماراثوني العام الماضي أمام رفائيل نادال تملأ جنبات ملعب رود ليفر. وحطمت مباراة العام الماضي الرقم القياسي لأطول مباراة نهائية حيث استغرقت خمس ساعات و53 دقيقة وأنهاها ديوكوفيتش لصالحه ليحقق خامس ألقابه في البطولات الأربع الكبرى ويحصل اللاعب البالغ من العمر 25 عاما على لقب الرجل الحديدي في عالم التنس. وربما ساعدت هذه المباراة الماراثونية في تقديم اللاعب الصربي لعروض قوية في باقي بطولات العام لينهي الموسم في المركز الأول عالميا وسط منافسة شرسة مع الأربعة الكبار في عالم التنس. وإذا كان 2011 هو العام الذي حلق فيه ديوكوفيتش فوق السحاب بعد فوزه بثلاثة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى وتحقيقه لمسلسل انتصارات أذهل الجميع بلغ 41 مباراة متتالية فإن عام 2012 هو الذي أعاده إلى أرض الواقع مرة ثانية. فبعد فوزه بلقب بطولة استراليا للمرة الثالثة في مسيرته لم يفز ديوكوفيتش بأي لقب كبير آخر العام الماضي حيث تقاسم رفائيل نادال وروجيه فيدرر واندي موراي الفوز بها. وقضى فيدرر على آمال ديوكوفيتش في الدفاع عن لقب ويمبلدون بعدما أطاح به من الدور قبل النهائي في طريقه لتحقيق اللقب 17 في تاريخه مع البطولات الأربع الكبرى. كما خسر اللاعب الصربي أيضا في الدور قبل النهائي لألعاب لندن أمام البريطاني موراي ثم خسر في مباراة تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية أمام الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو. وبعدها عاد موراي الذي يرتبط بعلاقة صداقة جيدة مع ديوكوفيتش خارج الملعب ليطيح بآمال اللاعب الصربي في الدفاع عن لقب أميركا المفتوحة بعدما تغلب عليه في مباراة نهائية من خمس مجموعات. لكن بدلا من أن يصاب بالاحباط أطاح ديوكوفيتش بعدد من منافسيه الكبار ليفوز ببطولة الصين المفتوحة. كما ثأر بشكل جزئي لهزيمته في أميركا المفتوحة بالفوز على موراي ليحرز لقب بطولة شنغهاي للاساتذة. وكان لإخفاق فيدرر في الدفاع عن لقبه في بطولة باريس لتنس الاساتذة أكبر الأثر في إعادة لقب المصنف الأول عالميا إلى ديوكوفيتش لكن اللاعب الصربي أسكت السنة المشككين بعدما فاز بالبطولة الختامية لموسم تنس الرجال. ومنحه الفوز على فيدرر في النهائي سادس ألقابه للموسم وخفف من أحزانه على والده المريض. وقال ديوكوفيتش بعد أن فاز بالمباراة رقم 75 له في ذلك الموسم في أفضل إنجاز له "لم أكن أعرف حقيقة كيف ستسير الأمور معي بعد موسم 2011 الذي لا يصدق لكني أعتقد انه يتعين علي استغلال الفترة التي أقدم فيها أفضل مستوى لي طوال مشواري." وأضاف "كان عاما رائعا واجهت فيه الكثير من الصعوبات خارج الملعب أيضا." وتجرع ديوكوفيتش هزيمة مفاجئة أمام الاسترالي الصاعد برنارد توميتش بينما كان لا يزال يتعافى من رحلة سفر طويلة إلى بيرث لخوض كاس هوبمان الأسبوع الماضي كما حامت شكوك حول إصابته. لكنه مع ذلك استعد بشكل جيد لخوض أولى البطولات الأربع الكبرى للموسم من خلال الفوز ببطولة ابوظبي ومساعدة صربيا على التقدم في كأس هوبمان. ولن يستطيع كثيرون استبعاده من سباق المنافسة في ملبورن بارك حيث هيمن على لقب بطولة استراليا لعامين ويحظى هناك بمؤازرة كبيرة من الجالية الصربية. كذلك لا توجد مخاوف من احتمال مواجهته لرفائيل نادال الذي استنزف طاقات ديوكوفيتش في النهائي بعدما أعلن اللاعب الاسباني انسحابه من استراليا المفتوحة بسبب المرض والإصابة. وقال ديوكوفيتش الذي فاز بأول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى في ملبورن بارك في 2008 أثناء مشاركته في كأس هوبمان "أعشق بطولة استراليا. يذكرني الملعب بأفضل لحظات مررت بها طوال مشواري." وتابع "بالطبع أدرك أن أمامي بعض الأمور التي يتعين علي العمل على إصلاحها للوصول إلى أفضل مستوى ممكن. لكني الآن في المكان الذي أرغب الوجود فيه".