الأقصر ـ مصر اليوم
صرح الأثرى سعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إنه تم الانتهاء من ترميم مدينة القصر في منطقة الداخلة، وذلك بالتعاون مع قطاع المشروعات في وزارة الآثار، تمهيدا لافتتاحها خلال شهر يوليو الجارى.
وأوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن مدينة القصر أحد أهم المدن الأثرية حيث تحتوي على منازل وأسواق وبوابات وقلاع ذات قيمة معمارية وأثرية عالية، مضيفا أن عملية الترميم استغرقت عامين، بمنحه يابانية وصلت تكلفتها لـ 3 مليون جنيه.
وأضاف حلمي، أن خطة الوزارة المتبعة في الوقت الحالي هو فتح كل المواقع الأثرية التي انتهىت من عملية ترميمها، وإعادة توظيفها بطرق تفيد الوزارة دون التأثير على تلك المواقع الأثرية بالسلب، حفاظا على قيمة تراثنا القديم، فكل أثر يتم ترميمها لا يغلف بل يفتح ويعاد تأهيله وتوظيفه.
وتقع قرية القصر على بعد 32 كم شمال مدينة موط العاصمة الإدارية لمركز ومدينة الداخلة، ويحدها من الشمال تل مرتفع ومن الشرق بئر لعين الحامية الجاف ومن الجنوب مسجد نصر الدين ومن الغرب مقام الشيخ حمام وفي طرفه الشمالي ضريح الشيخ أبو بكر، وسميت بهذا الاسم لوجود بقايا قصر روماني قديم تحت أطلال هذه القرية، وقد استغلت بعض أحجار هذا القصر في بناء واجهات المنازل القديمة.
ويرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن الـ10 الهجري/ الـ16 الميلادي، وامتد العمران بها حتى العصر العثماني، وللمدينة تخطيط هندسي رائع حيث تم تقسيمها إلى دروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير.
وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلاً خوفاً من غارات القبائل المعادية.
وقرية القصر الإسلامية نموذج فريد من العمارة الإسلامية رائعة الجمال، حيث كانت أول قرية في الواحات تستقبل القبائل الإسلامية عام 50 هجرية بعد الفتح الإسلامي لمصر وشهدت القرية ازدهاراً لاحقاً خلال العصر الأيوبي، فانتشرت بها المباني التاريخية التي لا تزال شواهدها باقية من قصور أثرية ومآذن ومساجد قديمة.
كما يوجد بها طاحونة ومبنى محكمة تاريخية وأجمل ما يميز القصر إنها عبارة عن متحف مفتوح للتاريخ المصري على مدى عصوره الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية ولا تزال أثارها شاهد عيان على عظمة الإنسان المصري عبر التاريخ.