كشف مقبرة فرعونية جديدة

أعلن وزير الآثار الدكتور خالد العناني، السبت، عن كشف مقبرة فرعونية جديدة وإعادة الكشف عن مقبرة أخرى في منطقة دراع أبو النجا في البر الغربي لمدينة الأقصر، وذلك خلال احتفالية كبرى شهدت تغطية إعلامية محلية وعالمية واسعة، وذلك بحضور وزير التضامن الاجتماعي غادة والي، ومحافظ الأقصر محمد بدر، والسفير الصربي في القاهرة.

وشملت القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل المقبرة الجديدة أجزاءً خشبية لعدد من التوابيت أهمها قناع خشبي كبير يمثل جزءًا من التابوت ذو الشكل الأوزيري، وقناع خشبي صغير وملون، وجزء من قناع خشب مطلي بلون ماء الذهب في حالة سيئة من الحفظ، وعدد 4 أرجل لكراسي خشبية خاصة بالأثاث الجنائزي، وقطعة خشب تمثل الجزء السفلي لتابوت بالهيئة الأوزيرية عليه منظر للآلهة "ايزيس" رافعة يديها.

وشملت القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل المقبرة الأخرى المعاد اكتشافها عدد 100 ختم جنائزي، وأقنعة خشبية ملونة، و450 تمثالًا مصنوعة من مواد مختلفة منها الفيانس والخشب والفخار، وصندوق صغير على شكل تابوت خشبي مكون من صندوق وغطاء مفرغ من الداخل غالباً كان مخصصًا لحفظ تمثال أوشابتى طوله 17سم وعرضه 6سم، ومجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام، ومومياء محنطة وملفوفة بالكتان يديها على الصدر وتأخذ الشكل الأوزيري عثر عليها داخل الرديم في الصالة الطولية، ومن خلال الدراسة الأولية لها تبين أنها تعود لشخص ذو مكانة كبيرة ، ويجري الآن العمل على تحديد اسم صاحبها.
 
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية التي قامت بالكشف الدكتور مصطفى وزيري، أن المقبرة المكتشفة لأول مرة تحمل اسم Kampp 161 حيث قامت عالمة الآثار الألمانية "فريدريكا كامب" في التسعينات من القرن الماضي بترقيمها فقط ولم يتم العمل بها مطلقًا، أما المقبرة الثانية فتحمل رقم Kampp 150 وقامت "كامب" بترقيمها والعمل بها حتى وصلت إلى المدخل فقط ولم يستكمل العمل بها نهائيًا حتى قامت البعثة الأثرية المصرية بإعادة اكتشافها مرة أخرى.

وتقع مقبرة Kampp 161 إلى الشمال من المقبرة رقم TT225 والمقبرة رقم Kampp 157 والتي تم الكشف عنها في إبريل/نيسان الماضي وتخص قاضي المدينة "أوسرحات"، ونظرًا لعدم العثور على اسم صاحب المقبرة في أي نقش داخلها إلا أنه من المرجح أنها تعود في الفترة من عصر الملك "أمنحتب الثاني" وحتى "تحتمس الرابع"، حيث تم تأريخها من خلال الأسلوب الفني المتبع في النقوش ومقارنتها مع الكثير من مقابر الأفراد بجبانة طيبة التي تعود للفترة ذاتها، واسم صاحب المقبرة غير معروف على وجه الدقة حيث لم يتم العثور حتى الآن على أي اسم أو لقب له داخلها.

وتبدأ المقبرة بفناء دعمت جوانبه بجدران من الحجر والطوب اللبن ويوجد به بئر في الجانب الجنوبى يصل عمقه حوالي 6متر ينتهي بأربع حجرات جانبية، أما مدخل المقبرة فيوجد في الناحية الشرقية ويوجد به واجهة من الحجر الرملي خالية من النقوش، ويؤدي المدخل إلى صالة مستعرضة تنتهي بنيشة وغالبًا هذا هو التخطيط الأساسي للمقبرة ولكن تم إعادة استخدامها في عصور لاحقة حيث تم كسر النيشة وتم الحفر لعناصر معمارية أخرى ولكن لم يتم الانتهاء منها.

وجميع نقوش المقبرة موجودة في الجانب الجنوبي من الجدار الغربي وهي عبارة عن منظر الوليمة أو الحفلة ويبدأ بمنظر لشخص يقدم قرابين وزهور للمتوفى وزوجته، وأعلى هذا المنظر جزء من نص ينتهى بكلمة sn.f بمعنى "أخوه" لذا فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص هو شقيق صاحب المقبرة، ويلي ذلك مناظر المدعوين في 4 صفوف منهم صف به ثلاث رجال خلفهم ثلاث سيدات، وأمام الرجل الأول يوجد نص يقرأsn.f iry بمعنى حافظ الصالة "keeper of the store room".
 
بينما تقع المقبرة Kampp 150 إلى الجنوب من المقبرة Kampp -157- وبجوار مقبرة TT167، وتعود هذه المقبرة لنهاية الأسرة السابعة عشر وبداية الأسرة الثامنة عشر، حيث عُثر على خرطوش يحمل اسم الملك "تحتمس الأول" على سقف الصالة الطولية من المقبرة، وعلى الرغم من عدم وجود نصوص تحدد صاحب المقبرة على وجه الدقة إلا أن هناك عدة احتمالات: أولها أنها تخص شخص يدعي "جحوتي مس" بمعني "صادق الصوت"، أما الاحتمال الثاني أنها تخص شخص يدعى "ماعتي" وكان يشغل وظيفة الكاتب حيث تم العثور على أكثر من مائة ختم جنائزي في الفناء والصالة المستعرضة للمقبرة منها نحو 50 ختمًا يخص "ماعتي"وزوجته "محي"، ويوجد في المقبرة خمسة مداخل في الناحية الشرقية تفتح على صالة مستعرضة مهدمة يوجد بها بئران الأول في الناحية الشمالية والذي لم تنته به أعمال التنقيب، أما البئر الثاني فيوجد في الناحية الجنوبية وتم الانتهاء منه، ثم يليها صالة طولية تؤدي إلى صالة مستعرضة أخرى تنتهي بنيشة، وداخل هذه الصالة يوجد بئران أحدهما في الناحية الشمالية بعمق 10 متر والآخر في الناحية الجنوبية بعمق 7 متر.

وفي البئر الجنوبي يوجد حجرة دفن لسيدة تدعى "إيزيس نفرت" من المرجح أنها أم صاحب المقبرة، حيث عثر بداخله على أجزاء لتابوت خشبي ذو خلفية سوداء مرسوم باللون الأصفر عليه مناظر وكتابات، بالإضافة إلى تمثال أوشابتي من الخشب عليه كتابات بالهيروغليفية مجهول صاحبها، وصندوق من الخشب غير كامل وجد بداخله عدد 36 تمثال أوشابتي من الخشب خالٍ من النقوش، بالإضافة إلى تمثال أوشابتي من الخشب لـ "ايزيس نفرت" في الهيئة الأوزيرية يبلغ ارتفاعه حوالي 60 سم بالقاعدة وطول القاعدة 30.5 سم و11.8سم عرض، والتمثال عليه ألوان متعددة وهي الأبيض والأحمر والأزرق والأخضر والأصفر والأسود، وعليه كتابة بالمداد الأسود بالهيروغليفية.

ولا يوجد بالمقبرة أي مناظر إلا أجزاء موجودة على أحد الأعمدة في الناحية الشمالية يصور منظر لرجل جالس يقدم الطعام لأربعة ثيران، الثور الأول منهم جاثي على قدميه أمام الرجل الذي يقدم له الأعشاب، وعلى عمود آخر يوجد منظر لخمسة أشخاص يقومون بصناعة الأثاث الجنائزي، أما مدخل الصالة الطولية يوجد بها بقايا كتابات هيروغليفية باسم "جحوتي مس"، بالإضافة إلى وجود بقايا كتابات هيروغليفية في سقف الصالة الطولية يوجد بها خرطوش الملك "تحتمس الأول".