إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار

تمكن العاملون في محمية الدبابية الطبيعية في محافظة الأقصر، بمساعدة عناصر من وزارة الداخلية، من إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار داخل حرم المحمية، التي تعد من أندر المناطق محليا وعالميا.

وقال مدير محمية الدبابية الطبيعية الدكتور أحمد محمد الدسوقي، أنه في إطار خطة المراقبة المستمرة والرصد داخل نطاق محمية الدبابية، تمكن العاملون في المحمية من إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار، الأولي تمثلت في رصد وجود 8 أشخاص يتزعمهم المدعو/ ر.ح.و، والمدعو/ ع.ع.ط، وهم يحملون أدوات حفر داخل المناطق الجبلية بالمحمية،موضحا أنه بعد رصد المنقبين انتقل فريق من المحمية يضم الباحث أسامة عرابي، وحراس البيئة قاسم جلال، وسعدي جمعة، وخفراء وزارة الداخلية المكلفين بالمشاركة في حراسة المحمية لمطاردة المنقبين،إلا أنهم لاذوا بالفرار، مشيرا إلى أنه تم التوجه لمقابلة مأمور مركز شرطة إسنا ورئيس مباحث إسنا وتم إبلاغهم بالواقعة لاتخاذ اللازم.

وأوضح الدسوقي، أن المحاولة الثانية تمثلت في قيام الدورية الراجلة المكونة من الباحث أسامة محمد الصغير، وحراس البيئة قاسم جلال وسعدي جمعة وأسامة عبد اللاه، حيث وجدوا دراجة بخارية داخل الوديان الجبلية بجوارها شخصين من المنقبين، اللذين لاذا بالفرار نحو التضاريس الجبلية، مشيرا إلى أنه تمت مصادرة الدراجة البخارية وجلباب بلدي كان على متن الدراجة، بمعرفة الباحث محمد عامر، وتم تسليمهما إلي مركز شرطة إسنا، وتم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم 1212 لسنة 2018 بالواقعة، موضحا أنه تم إحالة المحضر للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
 
يذكر أن محمية الدبابية الطبيعية تقع جنوب الأقصر وشرق مدينة إسنا، وتعد من أندر المناطق محليا وعالميا، وتبلغ مساحتها حوالي 1 كم مربع، نظرا لاكتمالها من ناحية التتابع الجيولوجي بين عصري الباليوسين والإيوسين وهو ما يرجع إلى ما بين 50 و55 مليون سنة، وترجع أهميتها كمنطقة تضع أمام العلماء أمكانية تساعدهم علي كشف أسرار الحياة علي سطح الأرض منذ ٥٥ مليون سنة، وهي الفترة التي شهدت موت معظم الأحياء الهائمة، نظراً لارتفاع درجة الحرارة لأعلي معدل لها علي كوكب الأرض، وبقيت الدبابية تاريخاً يتحدث حوله العلماء.
 
وتشهد المحمية تعديات متكررة في السنوات الأخيرة التي أعقبت ثورة 25 كانون الثانى/ يناير، والتي تنوعت ما بين تنقيب عن الآثار داخل حرم المحمية، وتعدي بالبناء على حرم المحمية ومحيطها، حيث يوجد داخل المحمية شواهد أثرية ترجع إلى العصر الفرعوني، ويعتقد المنقبين ولصوص الآثار إمكانية وجود كنوز فرعونية داخل حرم المحمية الطبيعية، مما يدفعهم إلى تكرار محاولات التنقيب بحثا عن الثراء السريع.